الأحد: 29/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

استسلم للفضول..

نشر بتاريخ: 29/12/2019 ( آخر تحديث: 29/12/2019 الساعة: 16:09 )

الكاتب: نداء يونس

للكلمات المبهمة التي قد تعني الحب،
أو شيئا آخر،
أحب المديح الخفيف،
والشعر الذي يحتمل التأويل،
والظلال،
ورائحة المياه الراكدة تحت الجسور الميتة
مثل الحنين،
واتبع الرجفة- حتى لو سببتها الريح-
والنار- حتى لو لم تشتعل على أصابعي-
والنور- حتى لو يكن طالعا من قلبي-
واركض،
اركض،
رغم انني لا احفظ طريق العودة.

احاول ان اقول ان الامر لم ينته،
لكن العالم يصر على ان البس ذات المعطف القديم للحب،
وان اسير في الشوارع مثل المجانين،
وان اهذي،
حتى يعتقد الحمقى
انه مجرد حمى،
وانه يمكن لأحدهم ان يشد هذه العاطفة من ياقتها،
ويلقيها في العراء.

أنزل من سريري صباحا
باصرار مبهم
على محاولة فهم العالم،
وحين ألبس حذائي،
أسير الى ذراعيه الشائكتين
وانا افكر:
كيف سأنام مثل قنفد
هذه الليلة..

اعني حقا انني احب،
وانني اركل مؤخرة الوقت كي يحدث شيء ما يعيدني الى لحظتي الآولى،
او انني أركل مؤخرة العالم،
كي يسمح للحمى ان تجتاحه او الهذيان.

لا اعرف طريقا آخر،
اكرر هذه العبارة كلما وقفت امام حائط.

النساء الشهيات مثل الدراقن،
يسقطن عن الاشجار
حين ينضجهن شيء ما؛
ربما يكون الحب.

هذا المساء،
سيصلني في البريد
خبر،
أعرفه.

لست مثالية جدا؛
لم افكر بعلاقة مجنونة مع شجرة مثل جاري الذي حلق شاربه،
وباع لوحاته في المزاد،
وترك قلبه للعصافير،
ولم افكر بأن أُقبِّلَ الكمان
أو ان اصرخ بالغياب:
"أرخِ وجهَكَ عن شمسي".

لم أشعر بعاطفة تجاه السماء،
ولا الغيم،
ولا حتى الجبال،
لم أشعر بعاطفة تجاه الأشخاص الذين يمرون تباعا في حياتي
كما تشعر شجرة بالفقد
في الخريف،
لكنه النهر
ينقذني من الغرق.

بهذا الاستهتار أُعرِّفُ الاشياء،
امنح الكلمات عكس معناها،
تخيل،
هكذا سيُخلق الكون مرة أخرى،
او انك - عل الاقل - ستستمتع بالفوضى،
والصراخ،
والجنون؛
الاشياء تحاول ان تستعيد اشكالها الاصلية الفارغة
ثم تحشوها مرة أخرى
بالقطن
والقماشات الممزقة
والتراب
والقش،
وتعيدها
دُمى.

هكذا الحب
وسادة فارغة.

بهذه اللامبلاة أُعرِّف العالم
كأنني ارقص التانغو،
يدي على خصر الحب
الذي لا يمكن لاحد ان يراه
وقدمي تحدد سرير اللحظة
دون ان اكثرث لاشباح الأجنة الذين اجهَضتُهم
في الامسيات الفائتة.

لست واقعية جدا؛
ها أنا أنسج لعنكبوت اللحظة شالاً،
واترك قدمي تتدلى عن حائط العالم
دون ان أثبت نفسي
ودون أن أكترث لعويل الريح التي انتحرت
قبل قليل.