نشر بتاريخ: 30/12/2019 ( آخر تحديث: 30/12/2019 الساعة: 13:31 )
الكاتب: سري القدوة
في ظل ما تفرضه الوقائع السياسية والعسكرية والأمنية لدى الاحتلال الاسرائيلي وفشلهم في تشكيل حكومة على مدى عامين حيث باتت كل المعايير والمقاييس تؤكد الاتجاه والذهاب لانتخابات هي الثالثة خلال أقل من عام في سابقة لم يشهد مثلها النظام السياسي لدى الاحتلال وهنا بات حزب الليكود اكثر تماسكا بعد نجاح نتيناهو في رئاسة الحزب خلال الانتخابات الداخلية التي شهدها الحزب والتي تنافس خلالها مع مرشح حزب الليكود جدعون ساعر حيث اعترف بخسارته أمام نتنياهو في الانتخابات الداخلية ويقول نقف وراء نتنياهو في الانتخابات العامة في مارس القادم في اشارة للانتخابات الثالثة وهنا يبدو ان نتنياهو ينال الان فرصته الأخيرة للحصول على 61 مقعدا وتأليف حكومة مستقرة اذا ما نجح في الانتخابات الثالثة وتجاوز مرحلة سجنه وان هذا الامر يدلل بشكل واضح مدى الفساد الذي بات يستشري في مؤسسات الاحتلال العسكرية والأمنية والسياسية وان إعلان ساعر هذا يعد مؤشر إلى اعادة سيطرة نتنياهو داخل الليكود بهد اتهامه بقضايا فساد بالرغم من وجود تمرد بمستويات محدودة على المستوي القيادي وتنازل نتيناهو عن بعض المناصب الوزارية التي كان يتقلدها بعد ان تم توجيه لوائح اتهام ضدة بتهم الفساد والرشوة وسوء الادارة بينما شهد الشارع السياسي مظاهرات ضد نتنياهو تطالبه بالرحيل عن المشهد السياسي .
وفى هذا النطاق بات من الواضح ايضا ان مواقف الادارة الامريكية باتت تتجه نحو الاعلان عن ما يسمى صفقة القرن قبل تشكيل الحكومة لدى الاحتلال حيث أن القرار سيتخذ على الرغم من أنه لم يتم تشكيل حكومة لدى الاحتلال وسيعمل نتيناهو الاستمرار بشن العدوان المنظم واستهداف لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية في محاولة واضحة للهروب وخلط الاوراق جميعها وقلب المواقف والحقائق بالمنطقة وخاصة بعد اتخاذ المحكمة الجنايات الدولية قرارا بفتح تحقيق حول جرائم الاحتلال فلا الاراضي المحتلة .
إن عملية شرعنة الضم والزحف للاستيطان والتي خطط لها من قبل الادارة الامريكية والتي عملت على توفير الدعم لحكومة الاحتلال من خلال التطبيق الفعلي للشق الاقتصادي من صفقة القرن وتوفير الدعم المالي الكامل لمشاريع الاستيطان حيث عملت حكومة ترامب من خلال منظمات دولية تابعه لها على توفير الدعم المالي للاستيطان وفتح المجال للتطبيع الدولي مع الاحتلال على حساب الأراضي الفلسطينية وأثر ذلك على خدمة المشاريع الاستيطانية بالترويج لمعطيات تهيئ الظروف لمواصلة النشاطات الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية وقد شكلت الخطوات التي اتخذتها الإدارة الأميركية في اتجاه استمرار دعمها المتواصل للاحتلال بدءا بإعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل مرورا بالشق الاقتصادي ووصولا إلى الموقف الأخير الذي يشرعن عمليات الاستيطان اساس لتطبيق صفقة القرن ودعم حليفهم نتنتياهو الذي باتت حياته السياسية معرضة للتدمير .
إن هذه الخطوات ستؤثر سلباً على العلاقة العربية والمجتمع الدولي وان الموقف الامريكي ودعم ترامب لحكومة الاحتلال والاستيطان والسرقة والنهب والتدمير في الاراضي الفلسطينية وعدم الالتزام بالقانون والشرعية الدولية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني يعد خرقا صريحا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن رقم 2334 بشأن رفض الاستيطان الذي نص على عدم شرعية إنشاء حكومة الاحتلال للمستوطنات في الأرض التي احتلتها بعد العام 1967 ويعكس الازمة الحقيقية التي تعانيها منظومة العمل السياسي والأمني لدى حكومة الاحتلال.