الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نحو يسار جديد

نشر بتاريخ: 04/01/2020 ( آخر تحديث: 04/01/2020 الساعة: 16:19 )

الكاتب: محسن ابو رمضان

امام تصاعد قوة اليمين الشعبوي بالعديد من بلدان العالم سواء في أميركا او بريطانيا او البرازيل او الهند ونجاح التدخلات الخارجية في خلق حالة من الانحسار لقوى اليسار والتقدم كما حصل في بوليفيا عبر إسقاط حكم الرئيس موراليس عبر الجيش والقوي التابعة للإدارة الأمريكية.
وأمام توحش قوى الرأسمالية المعولمة في محاولة تصفية العديد من الملفات أبرزها القضية الفلسطينية وتقويض القانون الدولي ومنظومة العلاقات بين الدول والشعوب عبر احلال شريعة الغاب بدلا من منظومة حقوق الإنسان الي جانب الموقف المعادي للهجرة والأجانب والتركيز علي الانغلاق القطري بدلا من التعاون والانفتاح وكذلك عبر التأكيد علي أولوية الخصخصة علي دور الدولة.
امام كل ما تقدم من مخاطر علي مستقبل الشعوب والإنسانية خاصة بعد احتدام الصراع الاقتصادي مع الصين واستئناف تصعيد سباق التسلح مع روسيا .
لا بد من البديل لهذا الصعود لقوي اليمين الشعبوي الذي يشكل بمواقفة تناقضا مع حركة التاريخ بما يتضمن تايدة لاسرائيل رغم طابعها العدواني والاستيطاني وممارساتها لأبشع أنواع التمييز العنصري.
وعلية فإن اليسار المطلوب هو الذي يجب أن يواجهة اليمين بطابعة العنصري والعدواني والذي يعتمد علي أدوات القوة العسكرية والاقتصادية بدلا من التعاون والتآخي والتكامل ومراعاةمصالح الشعوب الآخري وبالضد من حق الشعوب في تقرير المصير وباختيار مسارها التنموي المستقل.
ان الشعوب بحاجة الي البديل اليساري الجديد الذي يستند الي قيم الحرية والديمقراطية والعدالة من جهة والتي تتعرض الي تراجع وتقويض حاد بالاجرائات القمعية والسياسية من مركزية الدولة التي تعمل علي تقليص الحيز العام وبما يشمل القيود المفروضة علي دور المجتمع المدني والي حماية حقوق الفئات الاجتماعية الفقيرة والمهمشة بالمجتمع عبر كبح جماح الخصخصة وتعزيز دور الدولة بالحماية الاجتماعية.
وعلية فاليسار المطلوب يجب أن يختلف عن المنظومة النمطية السابقة لة اي بما ينسجم مع المتغيرات الجديدة والذي يستطيع التصدي للمشكلات القائمة والمعضلات التي تواجهها الشعوب والبشرية جمعاء.
أن اليسار المطلوب هو بالضرورة يجب أن يكون على الضد مع اليمين الشعبوي العصبوي والشوفيني والمنغلق.
اننا بحاجة إلي يسار جديد بعيدا عن اللغة القديمة الجامدة مثل دكتاتورية البروليتارية وغيرها من المفاهيم التي لا تلامس عالم اليوم.
لقد بات مطلوبا من القوي اليسارية اليوم أن تقترب أكثر من القيم الليبرالية بما يتعلق بالبعد الحقوقي والمدني و الديمقراطية وذلك بخصوص احترام الحريات وثقافة المواطنة والتعددية وغيرها من الأمور الي جانب تبنيها لمفاهيم العدالة الاجتماعية وذلك في مواجهة توحش قوي السوق والحد من آثار الاحتكارات الرأسمالية عبر تعزيز دور الدولة بالحماية والرعاية من جهة اخرى.
اننا وشعوب العالم بحاجة موضوعية الى اليسار ولكن بلغة ومضمون جديد يربط بأحكام بين الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.