الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اغتيال قاسم سليماني هدف اسرائيلي بامتياز ؟!

نشر بتاريخ: 05/01/2020 ( آخر تحديث: 05/01/2020 الساعة: 14:26 )

الكاتب: وليد الهودلي

اصبحنا على خبر من الحجم الكبير قد يترتب عليه أحداث جسام، وهو كبير من حيث الحدث ورمزية الحدث وما يمثله ذلك لايران ودورها في المنطقة وأثر ذلك على مكانتها عند جماهير المنطقة، وكبير أيضا من حيث الجهة المنفذة وصورة قدراتها على الردع واصابة الاهداف التي تريدها، وكبير كذلك من حيث حجم الالم الذي يخلفه في صدور محبّيه.
ومن البديهي أن دولة الاحتلال هي أكثر المستفيدين من هذه الجريمة لأنه يشكل هدفا من أهدافها ولانه على رأس فيلق القدس صاحب الاهداف المعلنة والمعروفة التي تضع تحرير القدس المحور الاساس الذي قام عليه هذا الفيلق.
والسؤال المهم : ماذا يعني أن تتبرع أمريكا "لاسرائيل" بالقيام بهذه الجريمة وتعلن ذلك صراحة دون أي لبس أو تمويه؟ الجريمة بحد ذاتها غطرسة والاعلان عنها بهذا الوضوح غطرسة ثانية، والنيابة عن دولة الاحتلال دليل ساطع على أنها( اسرائيل) قد تراجعت كثيرا عن دورها في المنطقة فبدل أن تكون شرطي المنطقة ومن يرعى ويحمي حمى المصالح الغربية حيث كان ذلك من أهم اسباب قيامها ومبرر الاستمرار في دعمها، تأتي اليوم لتقوم أمريكا بالقيام بالدور المنوط باسرائيل، مطلوب من أمريكا اليوم حماية المصالح الاسرائيلية بدل ان تقوم "اسرائيل" بحماية المصالح الامريكية في المنطقة. وهذا بحدّ ذاته يشكّلأ تراجعا كبيرا ويفقد دولة الاحتلال من دورها الوظيفي الى حدّ كبير.
لذلك اعتقد اننا في هذه الجريمة بالتحديد علينا ان لا نفصل بين الامريكي والاسرائيلي، صحيح أن أمريكا هي التي سارعت واعلنت مسئوليتها ولكن هي بهذا الفعل قد حققت هدفا اسرائيليا بامتياز، ثم من يستطيع الاثبات بأن دولة الاحتلال لم تشارك ولم يتم التنسيق معها؟ هما بلا أدنى شك شريكان كاملان بتنفيذ هدف صهيوني بامتياز وهذا يثبت مدى تماهي وتداخل المصالح الامريكية بالاسرائيلية ووضوح ذلك بكل فجاجة في عصر ترامب.
لقد سخّن هذا الفعل المنطقة ووضعها على فوّهة بركان، واذ تقول ايران أنها لا تريد الحرب ولكن اذا فرضت عليها فهي في أتم الاستعداد ، وإذ تتوعد الان بالرد القاسي فإننا الان أمام ردّ مكافىء لهذه الجريمة أو فتح المنطقة على سلسلة من المواجهات تقود الى حرب شاملة تغيّر وجه المنطقة.
ولو نظرنا الى سيناريو ثالث وهو أن لا تردّ ايران أو أن ترد ردّا هزيلا فإن هذا يعزز صورة الردع التي تحاول صناعتها " اسرائيل" وأمريكا التي تقف خلفها - رغم أن هذه المرة قد وقفت أمامها – وهذا أيضا من شانه ان يغري محور الشرّ بهذا النمط الجديد الذي يجعل من أمريكا أداة تستهدف اعداء دولة الاحتلال، وأن يمعن في غطرسته ويتمادى في المزيد من الجرائم، وأن يتخطى كل الخطوط الحمراء بل أن لا يوجد له اية حدود ومحددات لممارسة أي جريمة تخطر بباله او بال كيانه المدلّل في المنطقة.