الأحد: 02/02/2025 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
مراسلنا: 5 اصابات اثر قصف الاحتلال سيارة مدنية على شارع الرشيد غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

وداعا" عمر القاضي ، وداعا بائع الورد

نشر بتاريخ: 05/01/2020 ( آخر تحديث: 05/01/2020 الساعة: 15:39 )

الكاتب: ماهر حسين

ليس من السهل أن تجد له مثيلا" في قدرته على تجاوز الأزمات بإبتسامة ظاهرة وضحكه حاضره بصوت مرتفع ، وليس من السهل أن تجد صاحب قضية وطنية لا يبحث عن دور سياسي ولكنه دوما" مستعدا" للتضحيه من أجل ما يؤمن به ، بالنسبة لي ولأخرين وبالمقارنة مع العديد من التجارب لقد أنتصر عمر القاضي دوما" على الجغرافيا من أجل فلسطين .
عمر ببساطة كان محبا" للأرض وللشجر وللحجر وكان من المؤمنين دوما" بأن القادم أفضل .
عمر ببساطة كان بعضا" من الشعر وبعضا" من التراث وبعضا" من الإعلام والتصوير ولكنه وبكل الأحوال كان في كل ما فيه مع فلسطين وممثلها الشرعي منظمة التحرير الفلسطينية ، وكان داعما" للشرعية مؤمنا" بخصوصية فلسطين وضرورة الحفاظ على عمقها العربي .
حضره الموت في فلسطين التي سعى لها سعيا" فقد كانت فلسطين محور حياته ومحور تنقلاته في الكويت ولبنان والإمارات العربية المتحدة والأردن ، فعمر لم يتخلى عن فلسطين يوما" بل أن عمر طارد فلسطين كما طاردته فلسطين.
عاش في الكويت وغادرها الى لبنان دفاعا" عن الثورة وأستقر به الامر في الإمارات العربية المتحدة ليغادرها مقتربا" من فلسطين ليعيش في الأردن التي أحبها ومن هناك أنتقل الى فلسطين مغامرا" بكل ما يملك ومغامرا" بالمستقبل ليعود الى فلسطين وليقيم على أرضها بشكل غير قانوني حسب قوانين المحتل ولكنه وكعادته تحدى الظرف ليكون في بلده .
منذ عودته للوطن عاش في ديراستيا وترك فيها أثرا" كبيرا" من الوطنية الخالصة والحب للجميع .
واخيرا" وبعد سنوات حافلة بالعطاء وبالصداقات وبالبسمة وبالسعادة الأكبر من كل المصاعب المادية والمعنوية غادر عمر الحياة الى رحمة الله عز وجل فترك في صفوف كل من يعرفه بسمة حزينة على فراق لا يد لنا فيه ولا حيلة لنا اتجاهه فهو أمر الله عز وجل وحكمته الخالدة في الخلق .
يوما" صاحبته الى الرمثا في المملكة الأردنية الهاشمية وزرنا قبر والدي رحمه الله فوجدته يتحدث الى والدي ويقول له (كيف حالك يا حسين ) (كيف حالك با أبن خالي )!!! فعمر لم يكن يعتبر أن الموت غياب بل كان يؤمن بأن الأموات أحياء" فينا بما يمثلوه لنا وبما نمتلكه من ذاكرة وهو كذلك فينا الأن .
عمر قريبي وصديقي وجاري ، عمر الأخ والرفيق الذي أحببت كان دائم الحضور بطريقه يرضاها هو غير مهتما" برأي الاخرين فهو صاحب تجربة وصاحب رأي يغلفه دوما" بكوميديا الموقف والكلمة التي أمتلك زمامها ببساطة الفلاح وثقافة المطلع وصلابة موقف الرجال .
أحب الناس فأحبوه وأختار الورد ليكن فينا بائع الورد بالكلمة والموقف والحضور ،ترك فينا بحياته بسمه وبموته بسمه وحزن على فراق قلت وأقول بأن لا يد لنا فيه ولا أمر ، فهذا أمر الله عز وجل الذي لا نملك إتجاهه إلا ان نقول فيه ما يرضى الله.
رحم الله الحبيب عمر مصطفى القاضي (أبوناصر) بائع الورد ولكل محبيه خالص العزاء ، رحم الله عمر وقد ترك فينا وردا" يتمثل في خير خلف له وهم الأحبه ناصر وعز وعبدالكريم الذي أرجو لهم طول العمر والبقاء راجيا" الله عز وجل ان يرحم والديهم ووالدينا .
سنتفقد عمر وسنفرح بحزن وسنحزن بفرح كما كان يحب وسنراه فينا في كل وردة وبسمه .
وداعا" عمر ... وداعا" بائع الورد .