السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

إيران كسرت عين " الأسد "

نشر بتاريخ: 08/01/2020 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 04:57 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

سألوا المناضل الاممي الفنزويلي الماركسي كارلوس لماذا إعتنقت الإسلام . فأجاب ( لأن الاسلام هو الوحيد القادر في هذا العصر أن يهزم أمريكا والدول الاستعمارية ) . وكارلوس الذي قاتل في صفوف الجبهة الشعبية الى جانب المناضل الياباني الكبير كوزو اوكو موتو . كارلوس ,  إلى هذه اللحظة أسير في الزنازين الفرنسية وتحت المراقبة والحراسة المشددة بسجن لو سانتي ويعيش في ظروف عسيرة ، وهو أسطورة ولقبته أجهزة مخابرات الغرب بالثعلب وأصبح السجين 872686 / إكس .. وقد اعلنت زوجته فيما بعد أن كل أعمال كارلوس كانت لخدمة القضية الفلسطينية وأنه أعلن إسلامه .

لم نشاهد منذ عشرات السنين أية دولة تستطيع ان تتجرأ وتقصف قواعد عسكرية أمريكية سوى ايران . روسيا والصين وكوريا وتركيا وكل الامبراطوريات لا تجرؤ على ذلك أبدا . ولكن ايران أعلنت وقالت سنكسر رجل ترامب . قال وفعلت .
ترامب وادارته كفوا عن الصراخ والتهديد الفارغ حين شاهدوا ايران جاهزة للدخول في حرب على طريقة " علي وعلى أعدائي " ، ووصلوا إلى قناعة أن ايران جاهزة للذهاب حتى اّخر النهايات . ولو كلفها الامر أن تخسر كل شئ . ومن قرأ تغريدة ترامب السخيفة التي نشرها يعرف أن هذه التغريدة معناها ( البصقة لم تصب وجهي وانما مرّت بجانب وجهي ) . فهو يقول ان القواعد الأمريكية تم قصفها لكننا نجونا من الموت !!!
بعكس الدول التي تتناثر في قارات الارض ، وارتعبت من ترامب وأحيانا صارت حكومات جبانة وأحزاب مرعوبة من أمريكا ، أثبت التاريخ الحديث أن هناك جهات لا يمكن الاستهانة بها ولا يجوز اللعب معها . وعلى رأس هذه الجهات الفلسطينيين ، واللبنانيين والإيرانيين ومثلهم فنزويلا . فهؤلاء لا يمكن لترامب ولا غيره ان يخيفهم , بل هم يخيفون العالم الاستعماري كله .
الجبان يتمنى لو أن كل العالم جبان مثله . والمهزوم يتمنى لو يختفي جميع الأبطال ليبرر سقوطه المريع , والأنظمة التي باعت مؤخرتها وشرفها لمخابرات الموساد والسي اي ايه توجّعت فجر اليوم  أكثر من أمريكا على قصف قاعد عين الاسد , ولكن هذا يمكن تفسيره . فقد نسيت هذه الدول  رائحة التحدي والنصر وتعتقد أن دفع الخاوة لزعران الغرب المتوحش يجلب لهم الهدوء والسكينة، وبالتأكيد سوف يفسرون ذلك عن طريق وسائل إعلامهم التي تستحق الشفقة بأن الركوع حكمة ، وأن دفع الخاوة عقلانية ، وأن الدفاع عن مصالح شعوبهم يتطلب الذل والمهانة  . لكنهم حين ينظرون في المراّة  يتمنون لو يتخلصوا من النياشين المزوّرة التي يلبسونها في التشريفات ويقفوا ولو لحظة واحدة في حياتهم في خندق الشرف والدفاع عن أوطانهم .

قصف قاعدة عين الأسد أوجعت الأنظمة التي باعت روحها للشيطان أكثر مما أوجعت قادة جيوش ما وراء البحار عند امريكا , ورأينا ذبابهم الالكتروني يخترع النكات الصمجة ويواصل التسخيف لأية جهة تريد أن تتصدى لظلم امريكا ولظلم الاحتلال الصهيوني .  ولا يكفيهم أنهم " قاعدون" و" مقعدون"  بل ذهب الأمر بهم حتى صار يجرح شعورهم ان تقف أية جهة وتتصدي للعربدة الصهيونية الامريكية , وتراهم يسابقون تل أبيب في شتم أي ثائر او متظاهر او مقاتل او شاعر يمتدح روح التحدي عند أية جهة تقف في وجه الظلم .
بعد سقوط الاتحاد السوفييتي ، وانشغال الصين في تنافس الهاواوي مع الاّيفون ، وحصار كوريا وتحجيم اليابان وأغراق أوروبا بالخوف . لم يبق على وجه الارض سوى الفلسطينيين يرفعون راية الثورة في وجه الظلم . ومعهم أنصار القضية الفلسطينية .
ترامب يفاخر أن البصقة لم تلصق بوجهه هذه المرة .. ولكن الأفضل له وبأسرع وقت في 2020  أن يطرد وزير خارجيته ووزير دفاعه  وسفيره المستوطن في تل ابيب وان لا يطرح صفقة القرن وان يكتفي بكسر عينه في قاعدة الأسد .