نشر بتاريخ: 29/01/2020 ( آخر تحديث: 30/01/2020 الساعة: 00:01 )
الكاتب: امجد الشلة
لا زال لغاية اليوم اغلاق و نسيان ( بيت الشرق ) غصة في حلق و في قلب الفلسطينيين ، فمنذ لحظة اغلاق بيت الشرق بدأت السياسة الصهيونية تكشف و تُكشر عن أنيابها اتجاه تهويد القدس و تفريغها من عروبتها و اعطائها الصبغة اليهودية بشكل مطلق ، لقد كان بيت الشرق يُشكل سفارة للفلسطينيين في عاصمتهم الأبدية القدس .
و لكن لو سلّمنا بأن الإحتلال استطاع و تمكن من اغلاقه اغلاقاً أبديّاً فهل ننظر إلى الإحتلال اليوم و هو يسعى أيضا الى اغلاق جامعة القدس ؟ و مستشفى المقاصد ؟ و شركة الكهرباء ؟ و مستشفى المطلع ؟ و قد تكون أيضا جريدة القدس في ذات دائرة الاستهداف الصهيونية !؟ و هل نتعامل مع هذه المؤسسات كما تعاملنا بالسابق والآليات التي اتبعناها وواجهنا بها آنذاك قرار اغلاق بيت الشرق بذات المنطق و السياسة التي نتعامل بها اليوم ؟
اذا فلنرى أن مؤسسات القدس من جامعتها و مستشفياتها و الشركة الوطنية الوحيدة التي تحمل اسمها ستكون فريسة سهلة للاحتلال الصهيوني اتجاه اغلاقها تحت بند تراكم الديون و زرع خلافات ادارية داخل هذه المؤسسات و صراعات جغرافية و عائلية ستعصف بهذه المؤسسات
جامعة بحجم جامعة القدس و ما صنعته هذه الجامعة و ما لعبته من ادوار كبيرة وطنية و نضالية هل نتركها تُذبح ؟ و هل نقف صامتين متفرجين ؟ ألا يكفي أنها تحظى بشرف أنها جامعة العاصمة الفلسطينية الأبدية ؟ ألا يكفي أن نقول أن جامعة القدس تدفع الثمن لكون أنها ترفع و تحمل اسم عاصمتنا الحبيبة ؟
شركة كهرباء القدس ، ما الذي نفعله و ننظر و نصمت و كأن الأمر لا يعنينا ؟ هي أيضا تدفع ثمن انها ترفع اسم العاصمة الفلسطينية ، و ها هي اليوم تواجه مصير بيت الشرق الفلسطيني .
مستشفى المقاصد ، هو المستشفى العربي الوطني الوحيد المتواجد داخل العاصمة ، و حدث و لا حرج ، ازمة مستشفى المطلع لم نكد ننساها و لا زالت قائمة ، حتى جريدة القدس بدائرة الاستهداف الصهيوني الاسرائيلي .
بالأمس زار اكثر من واحد و أربعين اسرائيل للمشاركة فيما يعرف بذكرى المحرقة ، حتى و إن كان معظم الرؤساء الذين زاروا القدس لم يعترفوا بأن القدس عاصمة لإسرائيل ولكن مجيئهم هو اعتراف ضمني اخطر حتى من الاعتراف العلني لامريكا بأن القدس عاصمة لاسرائيل ،
و اما المستغرب ليس موقف ماكرون الرئيس الفرنسي من تعامله مع احد جنود الاحتلال الذين رافقوه لأمنه بل استغرب موقف البعض من أنه موقف عظيم و لا أدري هل هو استغباء ام غباء أم أمل دعوني أقول ، و حتى زيارات بوتين و الامير تشارلز هي زيارات دينية و ليس لها أي مغزى سياسي ، و بالنهاية جلس جميع الزعماء و الرؤساء يتباكون على ضحايا المحرقة و هم على بعد أمتار من ضحايا نكبة و ضحايا نكسة و من ضحايا يوميين جرّاء ما يقوم به الاحتلال الصهيوني من قتل و تدمير و تشريد و أسر و اعتقال
بنهاية هذا المقال اخاطب شعبنا الفلسطيني المتقدم على غيره أن مؤسسات القدس هي مؤسسات الكل الفلسطيني و ان وجودها حتى لو أضحى رمزيا سيبقى شوكة في حلق الاحتلال و سنبلى نقول هنا جامعة القدس و هنا شركة كهرباء القدس و هناك المقاصد و المطلع و مركز يبوس الثقافي و غيرهم من الاماكن و المؤسسات المقدسية الوطنية ، لن نتخلَّ عن إرثنا و تراثنا و ما مات الأجداد من أجله و استشهد الشهداء لأجله سنبقى على عهد و قسم القدس العاصمة الدائمة و الأبدية لفلسطين الدولة و لفلسطين القضية و لفلسطين الماضي و الحاضر و المستقبل وهذا عهدنا و قسمنا