السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تتحطم وتنتهي جامعة الدول العربية إذا وافقت على صفقة ترامب

نشر بتاريخ: 30/01/2020 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

قولا واحدا نقول :
بقاء أو إندثار جامعة الدول العربية منوط الان بموقفها من قضية فلسطين . فقد فشلت في كل الملفات وباعت روحها للشيطان في جميع المنعطفات التاريخية . ومنذ سقوط بغداد 2003 , سقطت جامعة الدول العربية في مستنقع العار والخزي . فهي لم تكن بحجم مسؤولياتها وتحوّلت الى جثة متعفنة تحملها الجماهير العربية على كاهلها .ضاعت جانمعة الدول العربية وأضاعت الشعوب العربية ومستقبل الأجيال .

في السنوات العشر الماضية كانت مواقفها مخزية وتلوث شرف الامّة العربية في قضايا ليبيا وسوريا واليمن والعراق وقطر ولبنان والسودان ، وكانت كجارية مستسلمة لكل حاكم مخصي . ومقارنة مع دورها المطلوب كانت جامعة الدول العربية في الدرك الأسفل من الاحترام . بياناتها مرتجفة ، مواقفها خائفة ، أياديها مشلولة ، صياحها مختنق ، وثوبها مدنّس بالخطيئة .

قضية فلسطين ليست كمثل باقي القضايا ، فهي قضية الأمتين وقضية جميع أحرار العالم . ولو تجرأت جامعة الدول العربية على أي موقف نذل أمام صفقة ترامب ، فان هدم هذه الجامعة يصبح جهاد عين علينا وعلى كل عربي حر .
وأي حاكم عربي يريد الانبطاح لترامب وصهره ، أو ينافق نتانياهو وزبانيته ,, يمكن له أن يتبرع بقصره هو ,  وليس أن يتبرع بعاصمة فلسطين للصهاينة والأمريكان . وهذا الكلام يشمل جميع الزعماء العرب بلا إستثناء أو تفضيل . من يريد مجاملة ترامب ونتانياهو فليتبرع ببمزله وثرواته في البنوك للصهاينة .

النصوص الأولية التي صدرت عن جامعة الدول العربية حتى الان ، ماخوذة نصا حرفيا من بيان كوشنير . ما يعني وجود سوء النية ، وأن البيت الأبيض هو من يكتب بيانات جماعة الدول العربية . وما ورد في معظم بيانات الخارجيه العربيه - بغض النظر عن طول وقصر البيان - هو مضمون واحد ( الترحيب بالجهد الأمريكي. والطلب في دخول في مفاوضات مباشره برعايه امريكا ) . وهو تاكيد لا يقبل الشك أن الصهاينة في البيت الابيض هم من يكتبون البيانات لجماعة الدول العربية .

بل إن بيان جان أسيلبورن وزير خارجية لوكسمبورغ والشؤون الاوروبي "حول عملية السلام في الشرق الأوسط" كان أفضل بكثير من بيان جماعة الدول العربية .
القدس ليست للبيع . هذا هو العنوان المطلوب في بيان جامعة الدول العربية . ولا محاولات للتذاكي ، لأن صديق عدوّنا هو عدونا .
ويوم السبت نحن نعد مفاجئة كبيرة لكل حاكم همس للأمريكان وللصهاينة أنه موافق على بيع القدس , مفاجئة سوف تصدمهم أمام شعوبهم وأمام أولادهم وعائلاتهم  .. لتحل لعنة التاريخ عليه ، فهم خصومنا حتى يوم القيامة .