نشر بتاريخ: 05/02/2020 ( آخر تحديث: 05/02/2020 الساعة: 18:12 )
الكاتب: ربحي دولة
لعل شعوبنا العربية لازالت تتمسك بالقيم العربية الرافضة للمذلة والاحتلال ،خاصةً بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتحول العالم نحو سياسة القطب الواحد بقيادة امريكا.
فمن كان بين المعسكرين الشرقي والغربي، أصبح فعلياً يرى ما تفعله الولايات المتحدة من تحكم في العالم وترسم السياسة العالمية، حيث حالفت من تُريد وعادت من تريد، إضافةً الى ازدواجية المعايير التي تتبعها امريكا وهنا نرى تغير جديد في سياستها الخارجية ، فعدو الأمس أصبح حليف اليوم، فيما تابعنا كيف عملت امريكا على "تمزيق" الوطن العربي وافتعال الصراعات والثورات الداخلية تحت شعار مُعلن "حرية الشعوب والديمقراطية"، والهدف الخفي هو إشعال الصراعات وإضعاف هذه الدول والسيطرة على مقدراتها وتشكيل حالة من الذُعر لباقي الأنظمة من أجل طلب الحماية من النظام الأمريكي مُقابل الأموال، وتعدى ذلك الى أن اصبح مُقابل مواقف سياسية ، حيث خلقت امريكا جسما وهميا آخر تخيف به هذه الدول وهو إيران وإشعال الصراعات الطائفية وشكلت تحالف خليجي لضرب اليمن تحت ذريعة سيطرة الحوثيون على الحكم خوفاً من أن يمتد هذا الزحف ليصل الى هذه الدول، فمنذ عدة سنوات وطيران هذا التحالف يدك في اليمن، وسياسة امريكا معروفة في التعامل مع الصراعات العربية فلن تسمح امريكا بحسم المعركة لأي طرف وإنما تُحافظ على توازن القوى من الخلاص من الجميع.
وكلما تابعنا كيف تعاملت امريكا مع الحرب العراقية / الإيرانية والتي استمرت لسنوات والتي أنهكت الدولتين وتكبدوا بخسائر بشرية ومالية ولعل ما اريد إظهاره هو حالة الهرولة التي تقوم بها الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل ما هو إلا تنفيذًا لإرادة امريكا التي تُسيطر على هذه الأنظمة والتي هدفها إضعاف القضية الفلسطينية بل وشطبها لإفساح المجال لإسرائيل للسيطرة على كامل الأراضي الفلسطينية بمباركة عربية وإسلامية .
في الوقت ذاته تناست أمريكا أن سيطرتها على الأنظمة العربية بعضها وليس كلها وتوجيهها وبرمجتها حسب ما تقتضيه المصلحة الأمريكية أنها لم ولن تستطيع السيطرة على الشعوب العربية أو أن تنتزع فلسطين ومقدساتها من قلوب هده الشعوب التي انتفضت رداً على صفقة العصر رغم قسوة الحكام وهناك أيضاً حالة تناغم ما بين الحكام وشعوبهم من القضية الفلسطينية كما في الاردن وتونس .
على شعبنا العربي ان يُعيد مجد امتنا ويعيد لفلسطين هويتها واستقلالها ويُزيل هذا المحتل الغاصب ويفكك السيطرة الامريكية من على مقدراتنا لنعيش في ظل دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
• كاتب وسياسي/ رئيس بلدية بيتونيا