نشر بتاريخ: 09/02/2020 ( آخر تحديث: 09/02/2020 الساعة: 14:25 )
الكاتب: خالد جميل مسمار
كنت اتابع اهتمام الراحل الكبير ياسر عرفات بالقارة الافريقية وكثرة زياراته لبلدان تلك القارة ، وعلمت منه ان القارة البكر يجب ان لا تكون مسرحا للكيان الصهيوني ومدخلا لكسب تأييدها لهذا الكيان في مواجهة الأمة العربية ودولها وفلسطين مركزها ، خاصة وانه لاحظ عدم اهتمام الدول العربية – في غالبيتها – للاستثمار في افريقيا ودعم استقلالها وصمودها خاصة وانها أخذت تتحرر تدريجيا من براثن الاستعمار الغربي .
جال ابو عمار افريقيا من اقصاها الى اقصاها وانشأ مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية تحولت فيما بعد الى سفارات فلسطينية هناك ودعم استقلال دولها بما يستطيع وبما يحصل عليه من دعم مادي من الاخوة والأصدقاء وأحرار العالم .
استصلح أراضي بعض دول افريقيا، انشأ مزارع تخدم شعبنا الفلسطيني وشعوب تلك الدول .. ساعد على تدريب قوى التحرر في افريقيا في مواجهة المستعمرين.. وقف الى جانب جنوب افريقيا وزعيمها الكبير مانديلا.. تلك الدولة التي تشبه تماما ما يجري في فلسطين الان.. ولم ينس مانديلا موقف ياسر عرفات منه ومن بلاده فما زالت جنوب افريقيا بعد استقلالها تقف الموقف الداعم لفلسطين في المحافل الدولية.
وبالرغم من ان فلسطين ليست من القارة الافريقية الا ان زعماء وقادة دولها اصروا على ان يكون زعيم فلسطين ياسر عرفات نائبا لرئيس المجموعة الافريقية في كل اجتماعاتها السابقة .. وان فلسطين عضوا مراقبا في هذه المجموعة الكبيرة حتى يومنا هذا.
ولم تستطع إسرائيل النفاذ الى افريقيا في تلك الفترة.
اما الآن ...
وبعد ان تراجع الموقف العربي عن دعمه الى مقدّرات وحاجات افريقيا ودولها .. تسللت اسرائيل اليها وقام الإرهابي لبيرمان – وزير خارجيتها بعدة زيارات الى عدد من الدول الافريقية وقدم عددا من المشاريع الاقتصادية بل واثر في موقف دول حوض النيل لتبتعد عن مصر والسودان ، وتتصرف وحدها في منابع نهر النيل.
وهذا الاختراق الإسرائيلي يجب ان نضع حدا سريعا له، بالانفتاح على الدول الافريقية ودعمها وتقديم المشاريع الاقتصادية لها وما تحتاجه شعوبها، فهي الأقرب الينا نحن العرب ونحن الاولى بالعلاقة الاخوية معها ولا ينقصنا العقول والنقود، خاصة وان دولا عربية هي جزء هام من شمال القارة السوداء.
فلنسارع الى اصلاح أخطائنا ولنعترف بتقصيرنا ونعود الى اخوتنا في افريقيا حتى لا تستفرد بها إسرائيل، ونخسر موقعاً هاماً في هذا العالم .