نشر بتاريخ: 12/02/2020 ( آخر تحديث: 12/02/2020 الساعة: 13:11 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
ظهر إسم جيرالد كوشنير لأول مرة بشكل " فاقع " في السعودية عام 2017 .. حيث نسب إلى نفسه فوزا سريعا في صفقة أمريكية مشبوهة لتحقيق إستثمارات في الأموال العربية تصل الى 400 مليار دولار , وهو ما جعل ترامب يفخر بصهره ويقدمّه للعالم كرجل أعمال ناجح ، فأوكل اليه مهمة التوجه الى تل أبيب ورام الله لإتمام صفقة مماثلة في فلسطين .
جاريد كوري كوشنر مواليد 1981 رجل مستثمر يهودي أرثوذكسي ومالك رئيسي لشركة وصحيفة، وهو نجل قطب العقارات اليهودي تشارلز كوشنر، كما أنه متزوج من إيفانكا ترامب، إبنة رجل الأعمال ورئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب.
في فلسطين كانت صدمة كوشنير كبيرة ، وتم كشف سخافاته وطرده من رام الله بسرعة كبيرة، وطرد معه المستوطن الصهيوني ديفيد فريدمان سفير ترامب في اسرائيل والذي وصفه الرئيس الفلسطيني (إبن الكلب).
في كوريا الشمالية فشل ترامب وكوشنيره في زحزحة الرئيس كيم جون ينغ، وتوقف عن كتابة التغريدات والتهديدات لكوريا الشمالية وطوى الملف بتغريدة حزينة قال فيها ( هناك كيمياء صداقة بيني وبين الرئيس الكوري الشمالي).
في المكسيك فشل ترامب وكوشنيره في إذلال الجيران هناك، ورفضوا دفع ثمن جدار ترامب، وتحوّلت تغريداته بهذا الخصوص الى ترّهات لا قيمة لها، وإلى مخالفات صارخة للقانون الدولي.
في إفريقيا تنحسر الولايات المتحدة الامريكية، وتتقدم الصين وفرنسا وهولندا والبرتغال وشركات ايران وتركيا. ويمكن القول أن الولايات المتحدة الامريكية خسرت افريقيا أيضا.
في الصين إنهزم ترامب وكوشنيره في (غزوة هاواوي) وطارت كل نظرياته " السخيفة " حول احتكار المعرفة أدراج الرياح. وكان واضحا منذ البداية أن ترامب أجهل من صهره، والإثنان لا يعلمان ان المعرفة البشرية لا يمكن إحتكارها.
في أوروبا جرى رفض أفكار ترامب وكوشنيره. ولا تزال اوروبا تلك القارة العجوز تحافظ على تكامل منظومة أخلاقها مع قوانينها، أمام العنصرية الكريهة التي تفوح من أفكار ترامب. ومحاولته التطاول على فرنسا وألمانيا باءت بالفشل.
في أمريكا اللاتينية وبالذات في فنزويلا حاول ان يعيد أمجاد الغرب المتوحش من خلال انقلاب عسكري عميل في كاراكاس وتم طرد عميله واستعادة السيطرة على ذلك البلد الذي لعن رأس أبو ترامب أمام شاشات البث المباشر , فتخلّص من عرّاب الانقلاب الصهيوني المستشار بولتون وجرى فصله من البيت الابيض .
اما اللعنة الروسية فلا تزال تلاحق ترامب ومستشاريه. وبينما ينظر العالم الى بوتين على أنه القيصر، ينظر لترامب على أنه مراهق سياسي طائش إنتقل من الغرف السوداء الى الكازينوهات الى غرف البيت الأبيض.
في العراق وسوريا وايران. هناك قرار واضح ومعلن بطرد قوات الاحتلال الامريكي، ويبدو أنها مسألة وقت حتى يعلن ترامب سحب ذيله من هناك، والفترة المتوقعة للطرد العنيف ستكون قبيل الانتخابات الامريكية، فلا هو يستطيع أن يشن حربا ولا هو يستطيع أن يحمي مؤخرة جيوشه وراء البحار.
تقوم نظرية ترامب في نهب ثروات العالم ونقلها الى أمريكا. وهي نظرية بذيئة ومنحطة لا يمكن لها النجاح . صحيح أن العالم ملئ بالأنظمة العميلة والحكام الجبناء، ولكن هذا لن يحدث فرقا كبيرا في النتيجة، والنتيجة التي سيحصل عليها الامريكيون الذين انتخبوا ترامب هي انحسار النفوذ الامريكي بعد ضياع هيبة السي اي ايه، وطرد الشركات الاستعمارية شركات نهب النفط .