الكاتب: راسم عبيدات
الإنتصار الذي حققته القوات السورية ومعها القوى الرديفة في تحرير كامل حلب من يد الجماعات الإرهابية والتي كانت تشكل آخر معقل للواجهات التركية الأردوغانية التي تتغطى بالعلم السوري و" الثورة" السورية،يؤكد بأن هذ النصر سيكون له الكثير من التداعيات والنتائج داخلياً وخارجياً،واول ما عناه هذا النصر على الصعيد السوري أنه سيشكل بداية النهاية للوجود العسكري والسياسي للجماعات الإرهابية،وثانيها سقوط مشاريع تقسيم سوريا على أسس أثنية وعرقية ومذهبية وثالثها بأن تماسك القيادة السورية بقيادة القائد بشار الأسد والتفاف الجيش والشعب حولها مكن من تحقيق هذا الإنتصار،إنتصار كبير ولكن كما قال الرئيس السوري بأنه لا يعني نهاية الإرهاب والعدوان على سوريا،بل هذا النصر يجعل الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة،ويجعل التركي العصملي يعيد حساباته،وهو الطامع بحلب وشمال سوريا،والتي كان يتحين الفرصة لكي يسطو على جغرافيتها،كما حصل في سرقته لمصانع حلب والقمح والشعير والثروات النفطية العراقية،فأردوغان لص ومهرج بإمتياز ..الرئيس السوري في خطابه المقتضب كان يتمتع بالثقة والهدوء والحذر،ولم يلجا للغة التهديد والتطاول على الخصوم،ولكنه قال بشكل واضح بان ما تحقق من نصر بفضل الجيش والشعب السوري الذي تحمل الكثير الكثير...إنتصار حلب اعاد الأمن لحلب العاصمة الإقتصادية،التي كانت قذائف الجماعات الإرهابية المدعومة تركياً تهدد حياة السكان وأمنهم وحياتهم الإقتصادية،ولذلك كان من المهم اجتثاث تلك الجماعات الإرهابية لكي يعود الأمن والحياة والنشاط الإقتصادي الى حلب العاصمة الإقتصادية لسوريا،كما ان فتح الطريق السريع بين حلب وحماة وحلب دمشق،يعني دوران النشاط الإقتصادي في كامل الأرض السورية،لأن الطريق البديل طويل ومكلف اقتصادياً ومحفوف بالمخاطر،وفتح هذا الطريق سيعني الشروع في عمليات الإعمار وعودة عشرات ألآلاف النازحين الى ديارهم التي طردوا وهجروا منها بفعل الإرهاب.....وكذلك هذا النصر وجه ضربة قاصمة للجماعات الإرهابية،التي باتت تعيش حالة من التخبط والإرتباك والتباكي والإقتتال فيما بينها والتخوين،وتوجيه الإتهامات لحلفائها بعدم دعمها ومساندتها،وبالتالي باتت هياكلها واذرعها التنظيمية والقيادية مهللة ومفككة ومعنوياتها في الحضيض.. وأيضاً هذا النصر وجهة ضربة غير مسبوقة للعصملي،الذي كان رهانه كبيراً على الجماعات الإرهابية،لكي ينفذ مشروعه في ادلب،ويبقي ذراعه في حلب لفروض شروط سياسية في أي حل سوري قادم ،تحفظ له مصالحه والتأثير على قرار الدولة السورية ..وما حصل من "جعجعات" وتهديدات من أردوغان وحشود عسكرية في ادلب والإستنجداد بحلف " الناتو" لدعمه ومساندته لم يفيده في شيء،فالقيادة السورية تعودت على "جعجعات" وتهديدات أردوغان،والذي بعد هذه الهزيمة وتحرير ما تبقى من الحغرافيا السورية،سيجعل وضعه الداخلي في غاية الصعوبة،وربما يجري التخلص منه،فأمريكا وأوروبا وروسيا وغيرها من الدول ضاقت ذرعاً بهذا الرجل المهووس والمدعي والكذاب.وكذلك نصر حلب اكد على عمق التحالف السوري- الروسي- الإيراني،في الوقت الذي كان البعض يراهن على حدوث تشققات وتصدعات في جدران هذا الحلف،وتحرير حلب قال بشكل واضح بان هذا الحلف يتصلب ويتجذر ويتعمق يوماً بعد يوم،وسيعمل على رسم معادلات وتحالفات جديدة في المنطقة،يكون لهذا الحلف مع الصين اليد الطولى فيها ...والنصر هذا حمل رسائل سيئة لتل أبيب التي كانت تراهن على إطالة امد الفوضى في سوريا واستمرار عدوانها وبلطجتها على الأرض السورية،وعدم قدرة سوريا على التعافي وإستعادة دورها العسكري والسياسي في المنطقة والإقليم...وأيضاً لا ننسى الأكراد الذين سعت امريكا ان يكون لهم كيان مستقل على الأرض السورية بدعم من تركيا ،فهذا النصر قال بشكل واضح بانه لا رهان غير الرهان على حضن الوطن،فأمريكا وتركيا لن تشكلا درع واقي وحامي لمثل هذا "الكانتون" الخارج عن سيطرة الدولة السورية على أرضها وجغرافيتها ....وكذلك أمريكا تبلغت الرسالة بان وجودها العسكري وإحتلالها للأرض السورية والسيطرة على ثرواتها سيأتي دوره قريباً،وعليها ان تخرج من الأرض السورية سلماً او حرباً .