نشر بتاريخ: 02/03/2020 ( آخر تحديث: 02/03/2020 الساعة: 11:37 )
الكاتب: عمران الخطيب
الأسباب الحقيقية وراء إتفاق المصالحة بين الإدارة الأمريكية وجماعة طالبان، العامل الأول هو الأمن بعد مرور عشرون عاما على انقلاب الإدارة الأمريكية على الملا عمر طالبان والقاعدة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر عام 2001
وإسقاط نظام طالبان وإعادة إحتلال افغانستان وتسليمها إلى نظام جديد موالي للإدارة الأمريكية وإعادة بناء افغانستان على اساس نظام جمهوري ديمقراطي ليبرالي إلى حد ما
لم تستطيع الإدارة الأمريكية المتعاقبة في توفير الأمن والاستقرار في أفغانستان رغم وجود القوات والقواعد العسكرية الأمريكية فإن الإدارة الأمريكية لم تتمكن من حماية أنفسهم من العمليات العسكرية النوعية التي نفذتها قوات طالبان، فقد حمل الإتفاق بين الإدارة الأمريكية وجماعة طالبان في سطور الأولى تأمين الإنسحاب للقوات الأمريكية من أفغانستان خلال أربعة عشرة شهرا بعد سقوط مئات القتلى والجرحى والمصابين، ثانيا مشاركة جماعة طالبان في النظام السياسي القائم في أفغانستان وثالثا إطلاق سراح المعتقلين من جماعة طالبان ويقدر عددهم خمسة آلاف معتقل .
هذا الاتفاق تم توقيع عليه من قبل السيد مايكل بومبيو وزير الخارجية الأمريكي وحضور الجنرال مارك إسبر وزير الدفاع الأمريكي ، هذا الانصياع الأمريكي وتراجع بعد فشل الإدارة الأمريكية في إنهاء جماعة طالبان وعدم تحقيق الأمن والاستقرار رغم الإمكانيات التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية والإدارات المتعاقبة
هذا يؤكد على أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع فرض إرادتها رغم قدرتها على المستوى الدولي والإمكانيات المادية واللوجيستي ، يقودني ذلك أن "أسرائيل" رغم كل الإمكانيات المادية واللوجيستي والدعم الغير محدود من قبل الإدارة الأمريكية فإن العدو "الإسرائيلي" رغم وصول جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لأطراف العاصمة اللبنانية بيروت 1982 فلم يتمكن من السيطرة الأمنية والعسكرية على بيروت و حسم الأمر، امام صمود الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية لمدة 88يوما من الصمود والمقاومة بقيادة الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات والثورة الفلسطينية. تتصدى للعدوان الإسرائيلي بكل شجاعة ولم ترفع راية الاستسلام كما كان يحلم وزير حرب العدو "الإسرائيلي" اربيل شارون ،
وعندما تقدم يهود بارك للانتخابات الكنيست "الإسرائيلي" عام2000 ، رفع شعار الانسحاب من جنوب لبنان بفعل المقاومة اللبنانية وفي مقدمتها المقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله اللبناني ،
وهذه المحطات تقودنا الى ان الإحتلال لن يدوم ويجب ان تكون كلفة الإحتلال "الإسرائيلي" الاستيطاني العنصري عالية الكلفة بكل الوسائل المتاحة حتى ينتهي الاحتلال "الإسرائيلي" ويشعر بضريبة وجودها
لن ينتهي الاحتلال 'الإسرائيلي" من خلال التطبيع والسلام المجاني، يجب العمل على رفع كلفة الإحتلال بكل الوسائل المتاحة إن مقاومة الإحتلال "الإسرائيلي" هي مهمة أبناء الشعب الفلسطيني بدرحة الأولى
بكل ما يمتلك من و سائل دون تردد ، وفي نفس الوقت فإن الجماهير العربية والإسلامية يجب ان تعمل على مقاومة كافة أشكال التطبيع مع العدو "الإسرائيلي" الاستيطاني العنصري
يجب رفع كلفة وجود الإحتلال "الإسرائيلي" الاستيطاني العنصري وفي مقدمة ذلك المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة والقدس بشكل خاص،يجب على العمل أن يفقدوا عوامل الأمن والاستقرار والعزل على كافة الأصعدة والمستويات لذلك علينا جميعا أن نستفيد مما يحدث على كافة المستويات وتسخير الطاقات الكامنة في الشعب الفلسطيني والاستفادة من طاقة الشباب الفلسطيني بحيث يتم تغير جوهري في مواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية وهذا يتتطلب تعزيز الشراكة الوطنية ويتحمل الجميع المسؤولية الوطنية لشعبنا علينا أن ندرك إننا لدينا القدرة على تجاوز التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية
ونتطلع إلى الماضي وفعل النضال الوطني الفلسطيني على كافة الأصعدة والمستويات حيث شكل الحضور والمضمون الفلسطيني فعل حاضر في المعادلة السياسية والأمنية
مما دفع العالم عدم تجاوز حقوق الشعب الفلسطيني والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها الشرعية والتنفيذية نحن في هذا الوقت العصيب نحتاج إلى إعادة المراجعة والتقيم وتفعيل آلية العمل لمواجهة صفقة القرن وما تحمل في طياتها من مخاطر.