الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المكتبات الفلسطينية في ظل أزمة فيروس كورونا

نشر بتاريخ: 29/03/2020 ( آخر تحديث: 29/03/2020 الساعة: 12:40 )

الكاتب: عنان حمد

منذ ظهور فيروس كورونا في العالم وظهور هذه الازمة التي أصبحت حديث الساعة لدى المعظم وادى الى ظهور الذعر والخوف في جميع أنحاء العالم وذلك بسبب سرعة انتشار هذا الفيروس وعدم تمكن العديد من الدول الأكثر تطورا وقوة من السيطرة عليه، واتساع رقعته الجغرافية يوما بعد يوم. وكانت فلسطين من بين هذه الدول التي غزاها فيروس الكورونا والذي استدعى من الرئاسة اصدار مرسوم حالة الطوارئ في فلسطين وكانت لإجراءات رئاسة الوزراء بأن اتخذت إجراءات الطوارئ التي تحد وتقلص من رقعة هذا الانتشار في المدن الفلسطينية ومن هذه الإجراءات الوقائية كان هو اغلاق جميع المؤسسات الأكاديمية (الجامعات، الكليات، المدارس، المؤسسات الحكومية) ومنع السفر و التنقل داخل حدود فلسطين و خارجها ، وكان السبب الرئيسي لهذه الإجراءات هي الحفاظ على حياة مواطنيها.

وكان لهذه الإجراءات التي شملت ايضا غلق المكتبات لمبانيها بمختلف أنواعها (الأكاديمية، العامة، المدرسية، الأطفال)، وذلك لتقليل عدد التجمعات والاختلاط وقاية من انتشار الفيروس لكي لا تكون هذه المكتبات تربة خصبة لنشر هذا الفيروس بين مختلف فئات المجتمع، ومن خلال ما تم طرحه في السابق يتوجب علينا طرح التساؤلات التالية: هل تأثرت المكتبات بهذا التوقف وهل توقفت خدماتها؟ والتساؤل الرئيسي الذي يتبادر الى العديد من المكتبيين هو "كيف تعاملات المكتبات بإجراء غلق ابوابها امام المستفيدين" وهل تتوقف المكتبات عن تقديم خدماتها لشرائح المستفيدين وخاصة المكتبات الأكاديمية التي تتبع للجامعات والكليات، وخاصة أن معظم الجامعات والمؤسسات الاكاديمية في فلسطين اتخذت قرار البدء بالتعليم عن بعد او التعليم الالكتروني مما يستدعي دعم هذه العملية بمصادر المعلومات التي يحتاجها الطالب وعضو هيئة التدريس وخاصة لعمل ابحاثهم ودراستهم وتكون داعمة في عملية التوثيق و توفير المعلومة. وفي هذه المقالة سوف نشير لبعض التجارب العالمية والعربية التي بادرت اليها المكتبات لتستمر في تادية رسالتها الثقافية والعلمية في ظل هذه الأزمة والجائحة الكبيرة التي تجتاح العالم.

لقد اجتهدت بعض من المكتبات في تقديم خدماتها بشكل إلكتروني حسبما يتناسب مع الإمكانيات المتاحة داخل المكتبة ومن هذه الخدمات:

1. إتاحة الخدمات الرقمية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع وذلك بتوفير الكتب الإلكترونية والكتب الصوتية والمجلات والأفلام ...

2. تمديد تواريخ الاستحقاق للمواد المستعارة تلقائيًا، وعدم فرض أي غرامات متأخرة ويمكن للمستفيدين من إرجاع المواد عند إعادة فتح المكتبة.

3. تقديم خدمة تجديد فترات الاستعارة أيضا بشكل إلكتروني.

4. تقديم خدمة الرد على الاستفسارات والخدمات المرجعية عبر المحادثة الإلكترونية المباشرة بين المستفيد وأخصائي المكتبة مثل مكتبة جامعة نايف للعلوم الأمنية ، مكتبة جامعة الملك سعود .

5. المساعدة في عملية البحث في المكتبات الرقمية أو المستودعات الرقمية حسب سياسات كل مكتبة.

6. إطلاق خدمة الواتساب التفاعلية لاستقبال الاستفسارات والمقترحات.

7. وضع إرشادات توعوية حول الحماية من فيروس كورونا بداخل الصفحات الرسمية للمكتبة

8. اتجهت بعض المكتبات بتخصيص صفحة كاملة داخل موقع المكتبة يخص موضوع فيروس كورونا وتحديثاته والأسئلة الشائعة حول الخدمات التي تقدمها المكتبة والخدمات الموقوفة مؤقتا مثل مكتبة نيويورك العامة.

9. تقديم خدمة النزاهة العلمية للرسائل الجامعية عن بعد (ماجستير - دكتوراه) وهي خدمة تقدمها بعض الجامعات من خلو الرسائل الجامعية من السرقات العلمية بالاعتماد على برمجيات خاصة بذلك مثل برنامج Turnitin.

10. استخدام تطبيق يدعم الهواتف الذكية لتوفير فرصة الرد على مكالمات المستفيدين عبر الأرقام الرسمية للمكتبة والتوصيل التلقائي لأخصائي المكتبة عبر تحويلته الخاصة في أي مكان وأي زمان وإجراء المحادثات الهاتفية مثل تطبيق Cisco Jabber .

وفي الختام لا بد أن تستمر المكتبات بشكل عام والمكتبات الفلسطينية بشكل خاص القيام بدورها الفعال وان لا تجعل هذه الجائحة التي تحاصر الوطن ان توقف عمل ودور المكتبة الرئيسي في القيام بعملها الرئيسي بتوفير المعلومة والخدمات المرجعية لنكن مبدعين ومبتكرين طرق جديدة و خلاقة لإيصال المعلومة وجعل المكتبة رائدة في توصيل المعلومة لمن يحتاجها ونطلق شعار:

خليك في البيت كتابك يصل اليك اينما كنت وفي أي وقت تريد.