الكاتب: انس صلاحات
منذ اليوم الاول لظهور اعراض وباء فايروس كورونا على بعض الحالات في فلسطين، سارعت الحكومة الفلسطينية إلى تنفيذ حُزمة من الاجراءات الصارمة للحد من تفشي الوباء، وتحديد مناطق الاصابات والعمل على وضع خطط لامست الاحتياجات الماسة لتطويق انتشار الفايروس، عبر تكثيف الحملات الاجتماعية وبث روح المسؤولية بين صفوف مجتمعنا، والدفع بوعي نحو التحذير من العادات الاجتماعية التي قد تساهم في نشر الوباء وحفاظاً على سلامة وصحة شعبنا.داخل اروقة الحكومة كان العمل في ذورته عقب الكشف عن اول حالة اصابة بالمرض، حيث قام بمهمة الاعلان عنها رئيس الحكومة الدكتور محمد اشتيه، في اشارة لبدء قيادة الحالة الفلسطينية الطارئة، بكل تفاصيلها وخلاياها المتتبعة للأزمة والعاملة على مدار الساعة تحسباً لأي طارئ وأية تطورات.محافظة بيت لحم كانت النموذج الأول الذي عكس مدى جهوزية واستعداد الطواقم الطبية والأمنية في ادارة الازمة، وخاصة عبر اتمام كافة الترتيبات للتعامل مع اول مصابين من جنسيات مختلفة كانت بمثابة تجربة غير مسبوقة مع قيود العمل الصحي الفلسطيني، فيما استكملت الحكومة اجراءاتها وقراراتها بمسؤولية رأت فيها التعطيل الفوري للمدارس والغاء التجمعات في المقاهي والصالات او اي تجمعات اخرى، حتى استدعت الحاجة ايضا الى اغلاق المساجد وصونها بعيدة عن اي اذى، وامتدت القرارات لغاية منع حركة المواطنين إلا للضرورة القصوى واتباع قواعد الحجر المنزلي، ولا زلنا بانتظار الجديد من القرارات التي من شأنها ارساء المزيد من السيطرة على اوضاعنا الداخلية بهدف حماية شعبنا وتأمين سلامته.يراقب المواطن الفلسطيني ما يحدث في العالم، وما تقوم به حكومته وقيادته من جهود وعمل حثيث لحمايته، حيث بات الشارع الفلسطيني مرتاحاً ومطمئناً للطريقة ونتائجها في ادارة الازمة، والتي حدت من انتشار الفايروس في باقي المحافظات وبين المواطنين في المحافظة نفسها؛ ما قامت به فلسطين من اجراءات احترازية اثبتت صحتها واسبقيتها على الكثير من الدول المتقدمة والتي تُصنف اليوم بالدول الموبوءة، وحافظت على صحة مجتمعنا بوعي تام ومسؤولية واجبة دون تردد أو انتظار، وعلى وقع امكانيات اقل بكثير من امكانيات دول اخرى لم تفلح حتى اللحظة في الوصول لحالة الطمأنينة التي حققتها الحكومة للشارع الفلسطيني.وعلى نحو عام اصبحت التجربة الفلسطينية في ادارة الازمة نموذج حديث الجميع لدى كافة شرائح شعبنا، بل حديث البعض من الحكومات الاخرى وباشادة منظمة الصحة العالمية لهذا الدور، وعظم ذلك لدى المواطنين الشعور بالفخر والارتياح بما قدمته الحكومة في وقت قياسي ووجيز، فيما عبر اخرين عن وفاءه للمسافة التي اقترب فيها رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية من محطات عمل اللجان والطواقم العاملة في الميدان، مواكباً بلا ادنى شك تفاصيل واجواء السعي والاجتهاد للمسؤوليات والمهمات التي تابعت وراقبت تطورات الأزمة.شكّل الدكتور محمد اشتية بفعله السياسي والوطني الواضح والخالص لفائدة هذا الوطن وسلامته، منعطفاً هاماً في ضوء ما قدمه من انجاز وانقاذ للحالة الصحية والمجتمعية الفلسطينية بما نعنيه قولاً وفعلاً، واثبت ايضاً ان شعبنا لا يقبل إلا ما يراه صالحاً ومفيداً لهم دون اجتزاء او تراجع، وفي واقع الازمات لا نجاة ولا مجال لمن يبحث عن افتعال الدراما المزيفة، وخاصة في ظل ازمة تهدد الوجود والانسان الفلسطيني، وكما هو الحال ايضا عن الأوفياء لهذا الشعب مكانة خاصة لن تكون الا لصاحبَ فعلٍ صادق تلمسه الجماهير، لا بخطابات رنانة او كلام معسول ينتهي مفعوله مع انتهائه.من هنا نرى البعض من القلة الذين يعتبرون انفسهم مؤثرين من احزاب وشخصيات عامة لم يعجبهم هذا الاداء المميز، لا لشيء ولكن لاعتبارهم انهم تراجعوا شعبياً امام هذا الاداء المتكامل حسب اعتقادهم، فلم تتوقف الاشاعة لضرب الاداء، ولم تتوقف بعض الاقلام للتقليل من هذا الاداء بل تسخيفه والتحريض على عدم الالتزام بقرارات الطوارئ ....الخ، ولن تتوقف في الايام القادمة! لكن دون جدوى حسب ما اراه، فالمواطن يعلم تماماً ما هو صادق وفيه مصلحته، ومن هو يستغل معاناته ويعتقد ان الجماهير ساذجة تُوجه بكلمةٍ او شعارٍ زائف او مصلحة او حتى انتماء حزبي. الوطن بحاجة الى فرسان وجنود مخلصين لقيادته، وهل هناك أأمن على الوطن في هذا الظرف الصعب من فارس يقوده الى بر الامان بحكمة وعقلانية وصدق؟ الاجماع الفلسطيني الذي شمل كافة القطاعات ناتج عن رؤيتهم لنموذج رائع في تطبيق حالة الطوارئ، وللبعض المأزوم عليهم ادراك ان الفلسطينيون يجتمعون على خير وعلى الحق، ولا يمكن توجيههم سوى لما يشاهدوه ويلمسوه حقا وما هو خيراً لهم.حكومة د. اشتية وبتوجيهات السيد الرئيس الى الان انقذت الشعب الفلسطيني وحفظته، وكانت السباقة بالوقاية من الفايروس ... هذه الحكومة التي يرأسها عضو لجنة مركزية بحركة فتح، تسجل كل يوم نموذج في النجاح والمهنية وتبشرنا بمستقبل مشرف ومشرق.فالحكومة منذ استلامها كتاب التكليف من سيادة الرئيس بتاريخ ١٢ آذار عام ٢٠١٩ وهي تواجه اصعب التحديات، وتجري مثل سفينةٍ فوق الطوفان تحاول الرسو بنا على جبل لينجو الجميع.فامام هذه الحكومة امتحانات وطنية هامة، اهم من اي مناكفة او تشويش يحاول البعض خلقه، امتحان الدول في النجاح والخسارة بالحقائق والارقام، ان نجحنا سيسأل العالم كيف ولماذا؟ وستكون الاجابة: انها ثقافة الحرية، وتماسك المظلومين، وارادة وابداع الثوار، وستحظى فلسطين الدولة، وشعبها العظيم باحترام وتقدير العالم، لذا كونوا على قدر الامانة، فانها معركة الجميع، لا معركةُ مجدٍ شخصي او حزبي كما يفكر البعض.بكل وضوح هذه الحكومة الفتحاوية بامتياز، حكومة مهنيّة اخلاقية ثورية حريصة تتحلى بكل الانتماء، وتحاول خلق الثقة مع الجميع ونجحت؛ وأفضل ما بهذه الحكومة انها ليست حكومة الكلام العاطفي والرومانسي الحالم، ولا حكومة التشاؤم والتنفير، ولكنها حكومة تستعمل كل أدوات الإدارة من التخطيط والتنظيم للتعامل مع الشح والندرة والانعدام احيانا، فلا كلمات الحب تنفع ولا تفسيرات المعبرين تنفع معها.الشكر لسيادة الرئيس الذي يقدم لها الدعم الكامل والغطاء السياسي.والشكر لرئيس الحكومة د. محمد اشتية الفتحاوي المميز الذي نال ثقة شعبه.والشكر لوزرائه ولكافة الطواقم العاملة وعلى رأسها أجهزة الامن والكوادر الطبية واعلاميين وكافة المؤسسات الرسمية وغير رسمية، واللجان والمتطوعيين والغيورين على الوطن ومصلحة المواطن في هذه الطروف ..أخيراً هدى الله البعض المأزوم، الذي لا يسره الا ما به رفع شأنهم الشخصي أو الحزبي على اكتاف الجميع، ويحاولوا التشويش او التقليل من قيمة كل هذه الجهود الجبارة، فالمعركة معركة وجود لا معركة كرسي واحزاب، والتي من شأنها أن تساهم في شق طريق الحرية والاستقلال.