الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حدد موقعك من كورونا..

نشر بتاريخ: 04/04/2020 ( آخر تحديث: 04/04/2020 الساعة: 17:10 )

الكاتب: د. مازن صافي

بداية نعرف أن غالبية دول العالم، قد استطاع فيروس كورونا أن يغزوها دون إنذار مسبق. وكما أن هناك دولاً عظمى قد بدأت في الانهيار وخاصة في المنظومة الصحية. ولهذا فإن "زمن كورونا"، قد كشف ورقة التوت عن كثير من الأنظمة التي كُشفت أمام العالم، ولم يعد لها سوى انتظار المعجزة.
ومن وسط هذه المعركة الكبرى والتي تواجهها البشرية، لا ندري أين ستسير الأمور، فكل دقيقة هناك أخبار مشجعة وأخرى غير مطمئنة بل مخيفة. وتتصدر الإحصائيات النصيب الأكبر من حجم الشاشات العالمية. فهناك اسم الدولة وعدد المصابين وعدد الموتى والناجين. وبات من المؤكد أن دولاً لا تكشف الحقائق كلها في انتظار تغيير ميزان تأثير كورونا، فلا تخسر الكثير، وكأن العالم سيعود كما كان. ولكن الحقيقة تقول أن الشفافية والمكاشفة ومواجهة الواقع هي الطريق الأسلم لحصر الأضرار وعلاج ما أمكن.
المشهد العالمي والذي يدلل على التضامن العالمي المشترك والاحساس بالخطر العام، هو حجم ومستوى فرق المتطوعين سواء جماعات أو أفراد، والعمل بأساليب تأثير مختلفة. كنشر النصائح الطبية والمشاركة في الهشتاقات كمادة توعوية، أو نشر واعادة توزيع فيديوهات تثقيفية خاصة بالفيروس وطرق الوقاية والنجاة منه. وهذه تجارب مهمة في حياة الشعوب، وتعني أن تجارب استخدام الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً يجب أن تزول من أجندة العالم.
الحقيقة الأخرى أن صدمة العالم بما يحدث ولازال الحدث مستمراً، قد أوجد الكثير من المبادرات ومنها مبادرات التعليم عن بُعد. وكانت هناك حماسة كبيرة في بداية أزمة كوورنا، سرعان ما بدأت في التراخي والتراجع، وليس لهذا علاقة بفتور الهمم. بل لأن العالم قد اكتشف سواء في المجتمعات النامية أو حتى المتقدمة أن برامج التعليم عن بعد ليست بمستوى الحدث العالمي. وكما أن مكونات النجاح لمثل هذه البرامج لا تضمن الوصول الى مستوى التعليم المباشر. ولهذا أسباب مختلفة وعناصر يمكن معرفتها ومنها مستوى قوة الانترنت أو البرامج البديلة والمعروفة مسبقا في نظام التعليم. وكذلك خبرة القائمين على التعليم عن بعد سواء المدرسين أو الموجهين وقدرتهم على جذب الطلاب والتأثير فيهم. فعالم الانترنت يعتبر عامل سلبي تجاه يقظة وجذب الطالب. ومما يؤثر على توصيل المعلومة او فهمها بالتالي يتأثر المحتوى التراكمي الكمي والكيفي والنوعي للمعلومة. لهذا العالم بحاجة إلى أن يستفيد من التجربة ويبدأ في تدريس مساقات التعليم عن بعد في الجامعات وفي كافة المستويات التعليمية بحيث تصبح مادة إلزامية وقياسية، مما يؤهل العالم لأن يعيد وينقل التجربة إلى مجالات مختلفة. وكذلك يجب إعادة مفهوم ومكانة الانترنت في المجتمع ليصبح عنصر إنقاذ وليس ترفيه أو انتقاء.