السبت: 01/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

التوظيف في زمن الكورونا ...

نشر بتاريخ: 13/04/2020 ( آخر تحديث: 13/04/2020 الساعة: 16:10 )

الكاتب: اسماء سلامة

تم الإعلان يوم السبت عن بدء تقديم طلبات التوظيف لدى مديريات التربية والتعليم في مختلف المحافظات على أن يبدأ التقديم من يوم الأحد الموافق 11/4/2020 وينتهي يوم الخميس الموافق 30/4/2020 ، حبيث يكون تقديم الطلبات الكترونيا ، تمشياً مع قرارات الحكومة بالبقاء في المنازل ، بسبب فيروس كورونا ، الغريب في موضوع التقديم لهذا العام هو عدم الوضوح في العديد من الأمور ، الأمر الذي خلق بلبلة لدى المهتمين بتقديم الطلبات والباحثين عن الوظائف في التربية والتعليم وهم بالآلاف كل عام . من هنا كان لابد من طرح بعض التساؤلات على وزراة التربية والتعليم لتوضيح الغموض الذي يلف التقدم للوظائف هذا العام في ظل هذه الظروف التي يعيشها الوطن والمواطن .
بداية فيما يتعلق بالتعديلات التي تمت على الوظائف أو التخصصات التي يمكن للمتقدم أن يتقدم لها ، حيث كان من المسموح أن يتقدم حامل شهادة البكالوريوس في الإدارة لوظائف السكرتاريا ، وبات هذا التخصص مقتصراً هذا العام على حملة شهادة الدبلوم ، كما أن حملة شهادات البكالوريوس في تخصصات الفيزياء والكيمياء والأحياء كان متاح لهم التقدم لوظيفة معلم/ــة علوم عامة للصفوف الأساسية ، وأيضا تم إلغاء هذه الإمكانية هذا العام واقتصار التقديم لتخصصاتهم الأصلية فقط ، الأمر الذي أصابهم بالإحباط ، فهم منذ سنوات يتقدمون لامتحان التوظيف في تخصص العلوم ويحصلون على ترتيبات متقدمة ، والبعض منهم أهمل تخصصه الأصلي ، والآن تم حصر تقديمهم لوظيفة معلم تخصص فقط ، مع العلم أن المناهج التعليمية تم تغييرها العام الماضي ، وهم بحاجة لإعادة الإلمام بالمواد الجديدة ، إذا ما تم إقرار امتحان التوظيف ، لضمان الحصول على ترتيب قد يؤهلهم لنيل فرصة للتوظيف ، هناك من قدم لامتحان العلوم وهو يحمل شهادة تخصص أحياء أو كيمياء أو فيزياء لمدة ثمان أو تسع أعوام ومنهم من عمل كبديل لمعلم/ـة علوم لأكثر من مرة ... والآن لن يتمكن من المنافسة على هذه الوظيفة ، فما هو المسبب لمثل هذا التعديل على طبيعة التخصصات التي يمكن للمتقدم التقدم لها؟ ولماذا لم يتم الإعلان عن ذلك في وقت مبكر ، بحيث تتاح أمامهم الفرصة للاستعداد بشكل مناسب لتقديم طلب التوظيف لهذا العام وتقديم الامتحان إن تم بالفعل .
الأمر الآخر المثير للتساؤل هو عدم الوضوح فيما يتعلق بطريقة احتساب العلامات للمتقدمين ، حيث جرت العادة في السنوات الماضية أن يتم الإعلان قبيل تقديم الطلبات عن موعد عقد الامتحان الخاص بالتوظيف ، وتوزيع العلامات وطريقة احتسابها ( علامة الامتحان من 60 ، البديل ، سنوات العمل في المدارس الخاصة ، دبلوم التأهيل التربوي ... ) أما في هذه السنة فلم يتم الإعلان عن ذلك ، واقتصر الأمر على تحديد موعد بداية تقديم الطلبات وموعد نهايته ، وهو أمر غير مفهوم للعديد من المنتظرين كل عام لهذا الموعد على أمل يتضاءل كل عام في احصول على وظيفة . وهو ما زاد من تساؤلاتهم حول نية الوزراة عقد الامتحان بالفعل أو الاستغناء عنه هذا العام ...
جانب آخر غير مفهوم ، هو عدم صدور شرح أو توضيح كامل من قبل وزراة التربية والتعليم المختصة بالأمر ، مما استدعى العديد من الراغبين في التقدم للوظائف الاتصال بمديريات التربية والتعليم في محافظاتهم للاستفسار عن بعض هذه الأمور ، وبالتالي الحصول على معلومات مختلفة ، كذلك بعض الأخبار التي يتم نشرها على صفحات التوظيف ، مثلا عدم نية الوزراة في عقد اممتحان لهذا العام ، وأن الوزراة ستعتمد على علامة التوجيهي ومعدل الجامعة ونتائج السنة الماضية والنقص في أعداد المعلمين في بعض التخصصات ، الأمر الذي أثار بعض البلبة بين الراغبين في التقدم ، واصاب البعض بالإحباط ، إذ أن الخريجين الجدد لن يكون لهم الفرصة للتنافس ، كل هذا اللغط جاء نتيجة عدم شمولية الإعلان عن بدء موعد التقديم لطلبات التوظيف ، فقد جاء بشكل عام ، وترك التفصيلات لاحقاً ، ربما لعدم وجود رؤية دقيقة لما قد تؤول إليه الأمور وتطورات الوضع . وعدم اعتماد الآلية النهائية لموضوع عقد الامتحان أو إلغائه ، ولكن مهما كانت الظروف لابد من توضيح هذه النقاط في وقت مبكر لأنها تحتاج لاستعداد من قبل المتقدمين من حيث الحصول على كتب المنهاج الجديد والاستعداد للامتحان .
هذا الامتحان الذي يشكل ارباكا للكثيرين وتشكيكا في مدى جدوى إعادته كل عام لمن اجتازه بامتياز لعدة سنوات متتالية ، هل على الشخص أن يتنافس كل عام مع خريجين قدامى وجدد في امتحان حصل فيه لعدة سنوات على علامة ممتاز ؟؟ لماذا لا يتم تثبيت الدور لعامين أو ثلاثة أعوام ليعطى من حصلوا على المراكز الخمس الأولى أو الثلاث الأولى على الفرصة في التوظيف ... العديد من الأمور التي تجعل هذه الشريحة تعاني من الاحباط وفقدان الأمل في التوظيف ، في الوقت الذي يستحق قسم منهم وبجدارة أن يكونوا بين صفوف المعلمين والمعلمات ، ويشاركوا في العملية التعليمية.