الكاتب: عمر فارس أبو شاويش
قبل عدة أيام انطلقت حملة " الأيادي البيضاء .. أنتم معنا في عنان السماء " ، لم يكن هذا العنوان محض صدفة، ولم يكن عنوان لانطلاقة جديدة، بل هو ممتد لعشرات الحملات السابقة التي أعلن عنها مول أبو دلال ، هذا الاسم اللامع والذي استطاع أن يحتل قلوب ليس أبناء مخيم النصيرات فحسب، بل وأبناء قطاع غزة أيضاً .
المتابع لهذا الصرح التجاري المتميز، يعلم أن إدارة دقيقة وحكيمة تواكب التطلعات المجتمعية والظروف الاقتصادية الآنية للمجتمع الفلسطيني وخاصة مجتمع مخيم النصيرات، ولم يخرج هذا الصرح التجاري عن سياقه الوطني والإنساني والأخلاقي والمجتمعي على حدٍ سواء، بل ظلّ يحمل اسم المخيم ويدافع عن أبنائه ويلبي احتياجاتهم، وظلّ متناغماً وطنياً مع الواقع يحترم دماء الشهداء ويشعر بأنين الأسرى وآهات الجرحى .
لعل القارىء، يشعر أن الحديث يدور عن مؤسسة مجتمعية أو أهلية وليس محلاً تجارياً كبيراً، وفي حقيقة الأمر، إن مول أبو دلال لا يختلف كثيراً، حيث تمكنت إدارته بكل براعة واقتدار من التعامل مع الناس بميزان حكيم وثابت ، جمع بين العطاء والربح، وبين عمل الخير والازدهار الاقتصادي، وصولاً لتوفير فرص العمل لعشرات الشباب الفلسطيني من أبناء المخيم، وما نراه اليوم في ظل التوسعة التي قامت بها إدارة مول أبو دلال شاهدة على ذلك، إذ لم يتسع المكان للربح المادي والنمو الاقتصادي لأصحاب هذا الصرح فحسب، بل واتسع معه عمل الخير والعطاء وإطلاق حملات اقتصادية تنسجم مع الوضع المادي لأبناء المخيم .
أكثر ما لفت انتباهي وأثار اعجابي، هو قدرة إدارة أبو دلال على التخطيط السليم، والتقدم الملموس في التوسعة والانتشار وزيادة معدلات البيع وإضافة متطلبات واحتياجات الناس داخل المول، فمن محل صغير قبل حوالي 25 عاماً وسط السوق ، إلى ميني ماركت ، ثم سوبر ماركت جرى توسعته عدة مرات، وصولاً إلى مول كبير يخدم قطاع غزة بأكمله وبداخله كافة احتياجات العائلة الفلسطينية ، وهذا يعكس قدرة الإدارة والتخطيط والتنمية الاقتصادية والمجتمعية المستدامة لدى أصحاب مول أبو دلال .
ومن جانب آخر – وعن تجربة شخصية – تمكن مول أبو دلال وعلى مدار سنون طويلة منذ انطلاقته، إلى تبني الكثير من العائلات الفلسطينية، عبر توفير فرص عمل، وتبني طلاب الجامعات، وتقديم يد العون للعائلات الفقيرة والمستورة ، ودعم أندية ومؤسسات وأنشطة مجتمعية وثقافية ورياضية وتربوية، وشكّل حاضنة حقيقية لأبناء المخيم في شتى المجالات، ولم يتوانَ يوماً في خدمة أبناء المخيم، ولعل ما جرى في حريق النصيرات الأليم والمفجع، وما فعلته إدارة مول أبو دلال بتوزيع المياه وأنابيب الاطفاء على رجال الدفاع المدني والإسعاف والمواطنين للتخفيف من حدة التوتر والقلق والمساهمة في اطفاء الحريق، هو أصدق انتماء وطني ومجتمعي كبيرين من إدارة أبو دلال للمخيم وأبنائه، وتدلل على شهامة ونبل هذه العائلة المعطاءة .
لقد كثر الحديث عن الطفرة الاقتصادية في مخيم النصيرات بعد افتتاح العديد من المولات التجارية في الآونة الأخيرة والحديث عن أبراج سكنية جديدة ، واهتمام الناس بهذا المشهد وما رأيناه من ازدحام شديد لمتابعة ما يجري، ولكن – وليس من منطلق المجاملة – يبقى مول أبو دلال هو أصل حكاية المشهد الاقتصادي والتجاري داخل المخيم، هو الذي يحمل هموم الناس ويشعر بهم، وهو الذي بقيَ محافظاً على رونقه ورسالته كمول تجاري يعمل من داخل المخيم بحس وطني مجتمعي واضحين ثابتين، ليحافظ على اسم المخيم ويعمل بروح المخيم وثقافة المخيم وفلسفة المخيم، ليبقى الجدار الحامي لهذا المخيم .
مخيم النصيرات بحاجة دائمة إلى هذا التوجه الصادق الذي تمتلكه إدارة مول أبو دلال، بحاجة إلى أن يرتفع اسم المخيم بالحب والعطاء والانتماء والصدق ، بالروح الوطنية، والأصالة المجتمعية، بالجود والعطاء والكرم .
وبعد أن أُغلقت الطرق الرئيسية في مخيم النصيرات أمام السيارات وحركة المارة منعاً للازدحام، وغالبية هذه الطرق تؤدي إلى مول أبو دلال لوقوعه بمنتصف الشارع الرئيسي والحيوي، توجهت إدارة المول بكل مسؤولية تستحق التأمل والاحترام والتقدير، إلى نشر طواقم عمل المول في الشوارع الرئيسية والمحيطة لمساعدة أبناء المخيم بشكل تطوعي إنساني نبيل، في نقل احتياجاتهم سواء إلى منازلهم أو إلى سياراتهم التي لم تتمكن من الوصول حيث مكان المول، وهذه خطوة إن دلّت فهي تدلّ على سرعة البديهة لدى القائمين على هذا الصرح الكبير ومدى احترامهم لأبناء المخيم وزبائنهم، ولهذا قابلوا هذا الاحترام باحترام، وأصبحت خطوتهم الجميلة حديث الشارع .
لقد شكّل هذا الصرح نواة طيبة، هذه النواة التي تنتشر في أرض هذا المخيم من مكان لآخر لتعطِ المزيد من الثمار، أينما زرع حصد حباً وعطاءً وخيراً .
كل الحب إلى إدارة مول أبو دلال، كلٌ باسمه وصفته وموقعه، أمنياتي بمزيد من التقدم والنجاح والعطاء، والرزق الكريم الوفير .
كما أمنياتي لكل المحال التجارية بالنصيرات وهي - عزيزة على قلبي - أيضاً، بالتوفيق الدائم والمستمر .