الكاتب: عمران الخطيب
التحضيرات الإسرائيلية الرامية إلى ضم غور الأردن وشمال البحر الميت والمناطق الحيوية في الضفة الغربية يعبر عن موقف موحد من قبل الائتلاف الحاكم بين نيتنياهو زعيم حزب اليكود وبين تجمع الجنرالات بزعامة بيني غانتس رئيس قائمة أزرق أبيض ، خطوات الضم والاستيطان تشكل عامل مشترك أي تكمن الخلافات في بعض الامتيازات والتفاصيل
ولكن في القضايا الإستراتيجية الاستيطان وفي سياسة الاحتلال والمشروع الاستيطاني العنصري فإن الجميع هم في ذات المركب ووفقآ للمشروع الصهيوني، وقد عبر عن ذلك السفير الأمريكي في كيان الاحتلال الإسرائيلي، ديفيد فريدمان يوم الأربعاء 6/ أيار مايو حيث يؤكد على أن تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو وبيني غانتس "تسريع الإعلان عن ضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة إلى أسرائيل" وقال فريدمان لصحيفة "اسرائيل هيوم؛ إنه "إذا أعلنت حكومة إسرائيل عن ذلك،فإن الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة للاعتراف خلال الأسابيع القريبة بسيادة إسرائيل على غور الأردن والاستيطان الإسرائيلي في يهودا والسامرة" وعندما تنتهي عملية ترسيم الخرائط،توافق الحكومة الإسرائيلية على تجميد البناء في تلك المنطقة في مناطق "c" التي تسري عليها السيادة،وعندما يوافق رئيس الحكومة(نتنياهو ) على التفاوض مع الفلسطينيين بالاستناد إلى خطة ترامب(صفقة القرن )وقد وافق على ذلك منذ البداية فإننا سنعترف بسيادة إسرائيل في المناطق التي بموجب الخطة ستتحول إلى جزء منها " السفير الأمريكي فريدمان الذي يتبنى مواقف المستوطنين المتطرفين واليمين الصهيوني العنصري،
أعتقد أن بيانات الإدانة وشجب والاستنكار لن تجدي نفعا بل علينا أن ندرك منذوا امداً بعيد ان السلام لا يتحقق بشكل خاص
مع المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري وامتداداتها في فلسطين بدرحة الأولى وقد يأخذ في عالمنا العربي والإسلامي أشكال مختلفة في ظل إنتشار فيروس التطبيع المباشر مع "إسرائيل"
وعلى المستوى الفلسطيني لا يمكن الرهان على المجتمع الدولي والشرعية الدولية
بل يتتطلب من القيادة الفلسطينية ومؤسساتها الشرعية والتنفيذية،العمل الفوري وبدون تردد أو إبطاء على التحلل الفعلي من كافة الاتفاقيات مع "أسرائيل"
وهذا الموقف يشكل خطوة عملية وعامل مشترك لكافة القوى والفصائل الفلسطينية وتعبير عن موقف وقرارات المجلس المركزي والوطني وتعبير عن موقف وإرادة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال الإسرائيلي العنصري
لقد سقط خيار الراهن على التسوية والمفاوضات منذوا إن إعلان الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات عام 1999 حول الانتقال الى إعلان الدولة الفلسطينية بعد مرور خمسة سنوات فترة المرحلة الانتقالية من اتفاق أوسلو وملحقاته واستحقاق وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967 لم توافق أي من دول الراعية للعملية السلام وبشكل خاص الإدارة الأمريكية برئاسة بيل كلينتون بما في ذلك الموقف الأوروبي
وتم تحذير الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات إلى أن تم عقد إجتماع كمب ديفيد حيث رفض الراحل التنازل والقبول في الاشتراطات الأمريكية و لا تعني الخطوة الأولى على طريق صفقة القرن وتداعياتها والتي يتم العمل الآن على تمريرها في ضل الإدارة الأمريكية برئاسة رونالد ترمب وشريكها نتانياهو.
لذلك علينا جميعا الإستفادة من تجربة الماضي وما يتم من ضغوطات على الرئيس ابو مازن بمختلف الوسائل وتهديد والوعيد يذكرنا بما حدث من ضغوطات شتى أدت إلى إغتيال القائد الشهيد ياسر عرفات وما يتعرض له الرئيس ابو مازن لا يقل أهمية وخطورة عما حدث.
وبكل صراحة العالم اليوم منشغل في فيروس كورونا وأقصى ما يتم من دول العالم فقط بعض من المساعدات المالية والاقتصادية للسلطة الفلسطينية خوفنا من الانهيار في منظومة الأمن والاستقرار في الساحة الفلسطينية لذلك يتم تقديم المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية فقط للمحافظة على الوضع الراهن .
المطلوب بشكل مباشر إلغاء كافة الاتفاقيات مع "أسرائيل" وعلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ورباعية الدولية تحمل مسؤولية ،
لقد سقط خيار التسوية السياسية مع الاحتلال "الإسرائيلي" الذي يتسلح في الانحياز الأمريكي والصمت الدولي والعجز من النظام العربي الرسمي، وعلينا جميعا تحمل المسؤولية الوطنية في مواجهة التحديات التي تهدد وجودنا وهويتنا الوطنية من خلال صفقة القرن وتداعياتها،وتأتي
رسالة القائد الوطني الكبير احمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية
تعبير صادق في دعم وتحمل المسؤولية الوطنية إلى جانب الرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية لمنظمة التحرير الفلسطينية ،ومن الممكن عقد إجتماع للمجلس المركزي الفلسطيني لمختلف الفصائل الفلسطينية بدون مقاطعة. جلسة افتراض عبر منصة التواصل الكتروني، وطرح النقاط الرئيسية وبلورة المواقف اتجاة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية ..بديل عن الانتظار
وتعامل بردود الأفعال، وتعزيز الشراكة الوطنية منهج وسلوك للوصول إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية وترسيخ رفضنا لصفقة القرن وتداعياتها