السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل يمنحون سكان الضفة الغربية الجنسية الكندية ؟ متى ؟

نشر بتاريخ: 09/05/2020 ( آخر تحديث: 09/05/2020 الساعة: 15:43 )

تصريحات القيادات الإسرائيلية بشان الرغبة الأمريكية في ضم الضفة الغربية تلفت الانتباه . فهي مواقف متحفظة بشكل عام وتخلو من الحماسة ويكثر فيها الشكوك ، أما التصريحات المعلنة فهي متوجسة وقلقة ولا يوجد فيها ما يثير على تشجّع الاحتلال للعودة الى ضم الضفة ، ومثلها قطاع غزة .

في كتابه المعروف " العصا والجزرة " كشف شلومو غازيت من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن إسرائيل لم تخطط أبدا لإبقاء الضفة الغربية تحت الاحتلال الإسرائيلي/ وان قرار الملك حسين بدخول حرب 1967 كان مفاجئا لإسرائيل والتي بدورها وجدت نفسها تقصف القدس وتقصف الجيش الاردني بشكل هستيري من دون خطة مسبقة ، وأن انسحاب الملك من الضفة الغربية خلق أمام إسرائيل صدمة كبيرة لم تكن تحسب لها أي حساب ، كما أن احتلال سيناء والعريش وحتى شرم الشيخ كان الصدمة الأكبر ومثلها انسحاب الجيش المصري من قطاع غزة ، ما دفع إسرائيل لوضع خطة سريعة لإعادة الضفة وقطاع غزة وسيناء والقدس إلى الأردن ومصر في غضون شهرين . ولكن الزعيم جمال عبد الناصر رفض عرض رئيسة وزراء إسرائيل حينها غولدا مئير وقال سوف نحررها بالقوة .

وفي تأكيد على ذلك ، قال وزير الحربية الإسرائيلي موشيه ديان لشلومو غازيت ( تعال معي جولة بالسيارة العسكرية نشاهد الضفة الغربية قبل أن نعيدها للأردن ) . وبالفعل ذهبا إلى نابلس وطوباس والأغوار والبحر الميت والخليل وبيت لحم وهكذا .

في أول مفاوضات مع مصر عام 1978 أعادت إسرائيل سيناء . وقام مناحيم بيغن أول رئيس وزراء من الليكود بقمع المستوطنين في مستوطنات ياميت داخل سيناء بالقوة ، وهدم المستوطنات وأعاد سيناء للرئيس أنور السادات . وحينها قال موشيه ديان وهو يغادر شرم الشيخ المحتلة ( لو خيّروني بين شرم الشيخ والسلام لاخترت شرم الشيخ ) . وخرجوا منها ومن طابا المحتلة بعدها .

وفي مؤتمر مدريد عام 1991 وافق شامير ( رئيس وزراء اسرائيل المتطرف والمتشدد من الليكود ) على مفاوضة الوفد الاردني لاستعادة أراضيها المحتلة . ونفّذ اسحق رابين الرؤية وانسحب من الأراضي الأردنية ولو كانت الأردن حينها تفاوض على الضفة لانسحبوا منها فورا لان إسرائيل لا تريد ملايين السكان العرب عندها .

وفي مفاوضات الرئيس الأمريكي بيل كلينتون - ايهود باراك مع حافظ الاسد عام 1998 في سويسرا ، وافقت إسرائيل على الانسحاب من الجولان السوري المحتل ، واختلفوا على حدود شاطئ طبريا ورفض الرئيس السوري التنازل عن حدود طبريا وقال عبارته الشهيرة ( حين كنت طفلا صغيرا كان والدي يصطحبني إلى شاطئ طبريا لنشوي اللحم ) .

وفي المفاوضات مع منظمة التحرير في العاصمة النرويجية أوسلو وافقت إسرائيل ( وأظهرت استطلاعات الرأي في داخل إسرائيل أن غالبية 70% من اليهود يوافقون على الانسحاب من الضفة الغربية وأحياء القدس مقابل وقف القتال . وانسحبوا من أريحا ومناطق ب ومناطق الف .

وفي العام 2000 وبناء على تظاهرات قوية داخل اسرائيل ، هرب جيش الاحتلال من جنوب لبنان تحت ستر الظلام ، وتركوا سجونهم ومعداتهم واّلياتهم وجواسيسهم وهربوا غير نادمين .

وفي 2005 انسحب المتطرف المتشدد ارئيل شارون من قطاع غزة واعتذر عن عبارته الشهيرة ( دين مستوطنة نتسانيم في غزة مثل دين تل ابيب ) . واحتفل الإسرائيليون ولا يزالون يحتفلون أنهم انسحبوا من قطاع غزة .

ألان يضغط سفير أمريكا ديفيد فريدمان على حكومة نتانياهو - غانتس لضم الضفة الغربية ومنح سكانها الفلسطينيين الجنسية الكندية .

شعبيا ، يستقبل الشارع الفلسطيني الأمر باعتباره نكتة العصر . ساخرين من قدرة إسرائيل على تنفيذ ذلك .

رسميا أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، موقفها الرافض وحذّرت أن هذه جريمة ضد القانون الدولي .

فماذا ستفعل إسرائيل !!