الكاتب: عمران الخطيب
السياسة التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي لن تفضي إلى إنهاء مقاومة الشعب الفلسطيني كما يتوهمون. فهذه المقاومة الشريفة مستمرة ومتواصلة ولكون غايتها شريفة فإنها تنتقل وستنتقل بثبات من جيل الى جيل وإلى أن يزول الإحتلال "الإسرائيلي" الاستيطاني العنصري ، نؤكد هذا ونضيف سيزول بالفعل طال الزمان أو قصر. فهذه المسيرة النضالية ممتدة منذ بدأ الإحتلال البريطاني و حتى يومنا هذا. كما أن العصابات الصهيونية "الإسرائيلية" المتعاقبة تدرك بشكل جيد وتعي أن الممارسة الوحشية التي تنتهجها سلطات الاحتلال لن تستطيع وقف مسيرة الثورة الفلسطينية . ولا يغيب عن نظر أحد أنه وحين يقوم رجال المقاومة الفلسطينية بأية عملية عسكرية فإن هؤلاء الأبطال لا يحسبون حساباً في جهادهم الوطني الشجاع، ونضالهم النبيل، لردات فعل سلطات الاحتلال "الإسرائيلية" ،فالمناضل الفلسطيني ومنذ اللحظة الأولى يضع في حسابه تقديم الروح والاستشهاد فداءً للوطن كما لا يبالي في أن يكون أسيراً أو جريحاً . ومن الطبيعي أن تجد في أغلب العائلات الفلسطينية الصامدة أسيراً أو جريحاً أو شهيدا ً تتصدر صورته صدر المنزل بفخر واعتزاز. ومن جانب آخر فإن هناك العديد من العائلات التي قدمت بزهو الواحدة منها أعداداً من الشهداء ولهم إعداد من الأسرى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"
وكمثال نجد السيدة الفاضلة الصابرة أم ناصر التي قدمت خمسة من. أبنائها وها هم أسرى في سجون الاحتلال. وهناك العديد أمثال أم ناصر بين أبناء شعبنا الفلسطيني في أرجاء الوطن ومناطق الشتات خاصة المخيمات الفلسطينية حيث تتنافس الأمهات الفلسطينيات الفضليات بما يقدمن لتبقى مسيرة النضال الفلسطيني مستمرة.
ونؤكد هنا أن لا خيار أمامنا سوى خيار المقاومة والنضال إلى أن ينتهي ويزول الإحتلال "الإسرائيلي" الاستيطاني العنصري الغاشم.
لذلك على حكومة نتنياهو أن تدرك بشكل جيد أن الممارسة التي تنتهجها سلطات الاحتلال لن تدفع شعبنا الفلسطيني للاستسلام ورفع راية بيضاء كما لن تثنيه عن مشروعه النضالي العادل. إن نسف المنازل كعقوبة بحق الشهداء والأسرى والأسيرات أسلوب لن يحبط من زخم وعزيمة شعبنا الفلسطيني العظيم الذي يتجدد ويزيد منعة بوسائله النضالية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
كما أ ن العقوبات التي تقوم بها سلطات الاحتلال بإغلاق حسابات الأسرى والمحررين من البنوك وتكرار القرصنة على الأموال الفلسطينية لن تسقط خيار شعبنا في المضي بنهج المقاومة بغض النظر عن حجم التضحيات من قوافل الشهداء والجرحى والمصابين. وتدرك سلطات الاحتلال أن أكثر من مليون فلسطيني قد تم اعتقاله من عام 1967 حتى يومنا هذا. وليس أمامنا خيار والحال هذا غير تحقيق النصر بالوسائل المشار اليها . وسوف تستمر مسيرتنا بدون هوادة وستنتقل من جيل الى جيل حتى يتحقق النصر وينتهي الإحتلال "الإسرائيلي" الاستيطاني العنصري.
وتدرك سلطات الاحتلال والأجهزة الأمنية أن العديد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين تكرر اعتقالهم في سجون ومعسكرات الإعتقال وما نزال وسنبقى نروي للأبناء ولأحفادنا من بعد وقائع و جرائم الاحتلال الإسرائيلي وسلسلة الجرائم للعصابات الإرهابية التي ارتكبتها العصابات وجنود الاحتلال . كما سنحدثهم قصصاً واقعية حقيقية عن صمود أسرانا البواسل في سجون الإحتلال . وبالرغم من مرور ٣٥ عاماً (على تحرر من سجون الاحتلال عام 85
حتى يومنا هذا) أتحدث عن ابطالنا في سجون الاحتلال الإسرائيلي ونفتخر بأقدم أسير على مستوى قامة المناضل الكبير كريم يونس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذي اعتقل مطلع اليوم الأول من شهر حزيران عام 1983 حيث امضى 38عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي وهناك العديد من القيادات الوطنية في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومنهم القائد الوطني مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والقائد شيخ المناضلين فؤاد الشوبكي، و القائد الكبير المناضل احمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية، وهناك العديد من الرموز الوطنية من مختلف الفصائل الفلسطينية( وهم احد مفاصل قيادة شعبنا الفلسطيني الى جانب القيادة الفلسطينية)
ونذكر وثيقة الوفاق الوطني التي تم صياغتها من قبل القيادات في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" وهذا يؤكد أن الاحتلال لا يستطيع تغييب دور ابطالنا من الأسرى والأسيرات من مختلف القوى والفصائل الوطنية والإسلامية. وكما تحرر آلاف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب من سجون ومعسكرات الإعتقال خلال عمليات تبادل الأسرى سوف يبزغ فجر جديد ويتحرر ابطالنا الشرفاء من سجون ومعسكرات الإحتلال "الإسرائيلي" العنصري عما قريب بإذن الله.
ومعاً وسوياً ستنتصر إرادة شعبنا المكافح في التحرر من جور المحتل وظلمه. وسنقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف العاصمة الأبدية لنا بعون الله.
عمران الخطيب