السبت: 01/02/2025 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
وصول الاسيرين "عوفر كالديرون وياردين بيباس" إلى إسرائيل
الصليب الأحمر في طريقه إلى ميناء غزة حيث سيتم إطلاق سراح الاسير الاسرائيلي "كيث سيجل"
تسليم الأسير الإسرائيلي الثالث ستجري في ميناء غزة

الغبين يظهر مُجدّدا لكن أكثر غباء

نشر بتاريخ: 11/05/2020 ( آخر تحديث: 11/05/2020 الساعة: 12:40 )

الكاتب: السفير منجد صالح

كتبت مقالا عن الغبين، عن المدعو عبد الحميد الغبين، الذي يصف نفسه بأنه كاتب سعودي. كتبت المقال عنه بعنوان: "الغبين ربما تعني الغبن لكن أكيد تعني الغباء"، ونُشر المقال بتاريخ الثالث من أيلول عام 2019، ونسيته ونسيناه، أي الغبين. لكنه ظهر مجدّدا كي يذكّرنا بنفسه، بذاته، بخطاياه وعدائه لكل ما هو فلسطيني وعربي وعروبي أصيل وأصلي، لكل صخرة راسخة شامخة في جبال الوطن، لكل زيتونة وتينة ونخلة، لكل من يقف في وجه الإعتداء الإسرائيلي على فلسطين ولبنان وعلى الأمة العربية جمعاء وحتى على الإنسانية.

كبر الغبين، من شهر ايلول العام الماضي وحتى اليوم و"تربرب"، فقد شرب أكثر من "حليب بني صهيون"، فكبرت معه أخطاؤه وخطاياه وتفوّهاته و"تقريعاته" وإدّعاءاته وتجنّياته و"سفالاته". كبر وكبرت معه مميّزاته "ومراتبه ومناصبه" وألقابه، في دنيا الشر والوحل والإفك والعدوان، وترقّى منذ ذلك الحين حتى التوّ درجات ودرجات. ترقّى من جحش فاصبح حمارا، ومن جدي فأصبح تيسا.

آخر صرعاته و"صرعه" وتجلّياته وخوضه في التاريخ والجغرافيا والفن والسينما، "مثل ثور الله في برسيمه"، أنه أصدر فيديو يُهاجم فية "مسلسل النهاية" الرمضاني، ويُهاجم فلسطين والفلسطينيين ويمدح إسرائيل واليهود، أحبّاءه وأولاد عمومته و"المُتمسّح باكعاب نعالهم"، و"المُتزلّف" "لتحضّرهم وتقدّمهم".

يقول الحق جلّ وعلا في كتابه العزيز: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"، صدق الله العظيم. وهذا الجاهل الغبين المغبون لا يعلم، لا يعلم ما يقول ولا يعلم ما يُثرثر به كثيرا.

تقول الحكمة العربية: "السعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه"، وهذا الشقي الغبين يوعظ بنفسه. ونفسه أمّارة بالسوء. نفسه نفسيّة "محمّضة" خارجة عن نطاق الزمان والمكان، فهو يعتقد أنه ولد في مانهاتن، أو أنه "بعهره" وإلتصاقة بمؤخّراتهم سيعتيرونه كذلك.

هو لا يعلم أنه بالنسبة لهم ولجهابذتهم وكرادلتهم لا يعدو أن يكون "سعدانا"، "يُخفي ذيله تحت دشداشته"، يربطونه في عنقه "برسن" ليقوم "ببعض العروض" في الشارع لحسابهم وتحت إمرتهم و"حرابهم" ويقبضون ثمن مردود العرض من المتفرّجين المتجمّهرين، ويبقى هو "بسواد الوجه" والحسرة، فلا هو "طال بلح الشام ولا عنب اليمن"!!!

يتحدّث الغبين المغبون في الفيديو وكأنّه "روبوت" مبرمج، باهت، تافه. يتفوّق على نفسه وذاته في الغباء، "غشيم"، يصف مسلسل "النهاية"، الذي يتوقّع سينمائيا من الخيال العلمي زوال إسرائيل، بأنه عمل غير ناجح، وأن إسرائيل حقيقة "راسخة ثابتة باقية".

لكن بالمقابل، حسب زعمه "ومغص بطنه" وتقيّئه على لحيته، "فإن القضية الفلسطينية قضيّة ميّته "من زمان"، لا يمكن إحياءها. وقد ألبسوها الطابع الديني بإلصاقها بالقدس".

"يجب أن تنضمّ إسرائيل الى مجلس التعاون الخليجي، وأن يُعامل مواطنيها معاملة الخليجي بالدخول الى دوله دون فيزا. فإسرائيل دولة حضاريّة متقدّمه وشعبها حضاري وستستفيد شعوب الخليج من حضارتهم وعلمهم وتقدّمهم"!!!.

يبدو أنّه لم يسمع عن "تقدّم وحضارة" إسرائيل وجيشها وعصاباتها المسلّحة. إقترفت مجازر دير ياسين وقبية وكفر قاسم. وقصف طيرانهم مدرسة بحر البقر في مصر ودمّرها وأباد التلاميذ الصغار ذكورا وإناثا. وإقتُرفت مجزرة صبرا وشاتيلا التي أودت بحياة ثلاثة آلاف مدني فلسطيني ولبناني ذبحا بالسكاكين وبالرصاص تحت سمع وبصر ورعاية شارون وجيشه، "أصدقاؤه الجدد". ومذبحة قانا الاولى في عهد الثعلب شمعون بيرس ضد المدنيين اللبنانيين، "المحتمين" والمُلتجئين لقاعدة اليونيفيل في جنوب لبنان، ومذبحة قانا الثانية في عدوان عام 2006 ضد لبنان والمقاومة اللبنانية.

عام 1973 قام الجنرال أغستو بينوشت، وزير الدفاع في التشيلي، بإنقلاب عسكري دموي ضد رئيسه، الرئيس اليساري المنتخب سلفادور اليندي، بمساعدة الولايات المتحدة. وقد راح ضحية هذا الإنقلاب الآلاف من القتلى والجرحى والمعتقلين والمشرّدين المطرودين الهاربين من بلادهم.

وقد كان على رأس الضحايا الرئيس أليندي وثلاثين من رجاله الأوفياء تمت إبادتهم في قصف جوّي عنيف على قصر الحكم، "قصر المونيدا" في العاصمة التشيليّة سنتياغو دي تشيلي.

وقد ظهر حينها على شاشة التلفاز قائد سلاح الجو، زميل الجنرال بينوشت في الإنقلاب، وهو يشرح كيف ضربت طائراته الحربية بأوامر منه القصر الرئاسي وأبادت الرئيس التقدّمي اليندي ورجاله. قال بالحرف الواحد مُتفاخرا: " لقد إستخدمنا في القصف الأسلوب الإسرائيلي في القصف المُركّز العنيف والإبادة".

هذا ما يمكن أن تقدّمه لك يا غبين إسرائيل. فإسرائيل لا تُقدّم إلا الدمار والقتل والتشريد لأنّها وكما الولايات المتّحدة بُنيتا كلاهما على حساب جماجم الهنود الحمر والفلسطينيين. إسرائيل تحمل على ظهرها وتحتضن في عبّها جعبة مسمومة ينطلق منها نبال مسمومة ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين. وهي خبيرة في شؤون وصنوف المداهنة و"البكاء على الأطلال" وخداع السذج من أمثالك.

ننصح قبل فوات الأوان، حيث لا ينفع وقتها لا الندم ولا العويل ولا "شق" القميص والندب، أن لا "ينغرّ" ولا ينخدع شعب الخليج الابي "بزمرة" تُغرّد نشازا خارج السرب، "جوقة ضالّة مُضلّلة" لا تفرّق بين "البعرة والتمرة" ولا بين شجرة النخيل الشامخة في الصحراء العربية التي أنجبت علي ابن ابي طالب وخالد بن الوليد وخولة بنت الازور، وبين البعير الذي أنجب عبد الحميد الغبين وزملائه من المطبّعين الجدد اللاهثين وراء سراب نتنياهو.