السبت: 01/02/2025 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
مراسلنا: بدء عملية سفر عشرات المرضى من قطاع غزة لأول مرة عبر معبر رفح منذ شهر مايو

الوطن والوباء..

نشر بتاريخ: 11/05/2020 ( آخر تحديث: 12/05/2020 الساعة: 12:32 )

الكاتب: الدكتور شريف الطردي

فيروس الكورونا قلب كيان الدنيا والوطن وكشف المستور، بسببه سقطت أقنعة كثيره ومسحجين ومرتزقه ظهروا وسيندثروا مع اندثار المرض.. سقط رأس المال وانكشفت حقائق غريبه ومخيفه..





ثورة الكورونا نتائجها تراكميه وليست بسبب الفيروس فقط..صحيح قد تتشابه الأسباب والعوامل ولكن المعطيات تختلف..الجوع والوضع والعدو والطابور الخامس لا يستطيعون قلب الطاوله في زمن الوباء..لأنه لا يوجد عوامل أخرى مهمة لاستكمال المعادلة..فالوطن والشعب أثناء كورونا أكثر تماسكاً ولو فرقتهم المحاولات الضعيفة...
يظن البعض واهماً انه من الممكن أن يركب التيار ويصل بوجهته إلى توريط الوطن أو توريثه وهذا لايمكن أن يحدث...
ما أريد قوله أن هذا الفيروس وعدم قدرة الشعب على مواجهته من الممكن أن يؤدي لحدوث ثورة في العقول وطريقة الإنتماء للوطن فقط..
لأن توقعات وآمال الهدامين في زمن الكورونا لايسندها منطق أو دليل..وهذا هو تحليل الواقع والمعطيات والثوابت والمنطق..
لا أقول ذلك من منطلق القوه أو الثقه في جهة معينه..بل لأن الأمة على قلب وطن واحد وليس رجل واحد..
وفلسطين متماسكه..حتى لو أن الحال غير مستقر نسبياً والأوضاع المعيشية والحكومة في ضائقة من السيطره، مع بقاء الإنقسام داخل الوطن وهو سيد الموقف حالياً،وبسبب وجود كثير من الثغرات والفساد والمحسوبيةولكن،يبقى وضعنا أفضل بكثير من غيرنا..لأن الثابت الوحيد هو #الشعب الذي يستطيع مؤقلمة نفسه مع أي وضع كان..فالشعب هو صاحب المعادلة وصاحب القرار...صحيح أنه من الممكن أن يكون الشعب منهك وجائع ومحبط وغارق في الأزمات،لكنه في ذات الوقت على درجة من الوعي والنضج لا تسمح له أن يفرط في أشياء مكتسبه من أجل الوطن،الشعب لا يجرؤ على التفريط في مقاومته ولا التفريط في مؤسساته..وكان من المفترض ان يعلم الجميع وفي زمن الكورونا أنهم مكملين لبعض ليستنشقوا عبير الحرية والدولة..
مرة أخرى لا أحد ينكر أن الخبز حياة،والمساجد عباده،والتعليم أساس والصحة على رأس الهرم..ولكن الحرية والإنتصار أغلى من كل شيء..وشعورنا بضرورة ذلك لا ينتقص من حجم الأزمة وتعب الناس ومعاناتهم وتقصير الحكومه والمؤسسات..لأن الكلمه في النهاية للشعب...وشعبنا لا ولن يمنح تفويضا مطلقاً لأحد كي يقرر مصيره..(لأن زمن أول حوَّل) والشباب أوفر من أن يطأطئ رأسه لأحد دون محاسبة..
لا تستغلوا فيروس كورونا لتسليط ألسنتكم أو فشل سياستكم،
والتناقض الذي تسوِّقونه لن تجدوا أحداً يشتريه حتى لو تم عرضه في أسواق المتساقطين..
نحن #الشعب كل القصه وكل المعادله شاء من شاء و أبى من أبى ولو اشتدت الأزمات ستفرج إن شاء الله والتاريخ يشهد...لأن المستقبل للشعب وليس لمن ينفخ في فراغ،أو يصفق لباطل،أو يتعاون مع قاتل...

* رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الميزان التخصص