الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

السؤال الخبيث: ما هي الخطوة القادمة؟ وماذا سيفعل الفلسطينيون الآن؟

نشر بتاريخ: 23/05/2020 ( آخر تحديث: 23/05/2020 الساعة: 14:44 )

كلام حق يراد به باطل. حيث تعمل الأوساط السياسية الإسرائيلية ومحركاتها الأيديولوجية في الفكر الصهيوني على تصدير الازمة تباعا الى سكان الأرض المحتلة. وفي كل مرة يتهربون من المسؤوليات ويعيدونها الى السلطة والى الفلسطينيين بالقول: وماذا ستفعلون بعد؟ ما هي الخطوة القادمة؟
وكأن المطلوب من الفلسطينيين ان يتركوا حياتهم ويبحثون عن إجابات تريح المستوطنين وتجعلهم اكثر استقرارا من الناحية العقلية والأمنية والسياسية.
الجواب: لن نفعل شيئا يريحكم. لن نقول لكم بماذا نفكر؟ اتعبوا واجهدوا في البحث عن إجابات بأنفسكم. او عودوا الى ذلك المصدر الأمني المجهول الذي دائما يكشف لكم ويقول لكم أشياء لا تحدث.

عقل الاحتلال لا يستوعب ان الشعب الفلسطيني وفتح ومنظمة التحرير يستطيعون العيش من دون إسرائيل. ومثل عقل الاحتلال هناك زوايا مظلمة في عقل بعض الانظمة ومندوبيها، لا تستطيع أن تعايش الديناميكية التي يمر بها الصراع فصارت تعيش على فتات الرواية الإسرائيلية أكثر مما تعيش على فكرها الذاتي.
معقول أن الفلسطينيين سيجرؤون على أن يقولوا لا لأمريكا؟ وقالوا لا.
معقول ان السلطة يمكن أن تجرؤ على التوجه لمحكمة الجنايات الدولية؟ وتوجهوا.
معقول يمكن لمنظمة التحرير ان تنسى ما حصل في 2007 مع حماس وتوقع اتفاق مصالحة معها؟ وحصل ووقعت.
معقول ان ضباط السلطة ينفذون عمليات ضد الاحتلال؟ وهناك 70% من الاسرى والمؤبدات في سجون الاحتلال من ضباط السلطة.
معقول ان أبا مازن يجرؤ على قطع الاتصالات مع إدارة ترامب وأن لا يستقبل كوشنير وفريدمان؟ ويتضح ان هذا ما حدث حقا.
والان هم يتهافتون على التطبيع. ولا يقاتلون ولا يقاومون ولا يفعلون في حياتهم السياسية كلها سوى تعيين أنفسهم في منصب "مدير عام السؤال": معقول ان الفلسطينيين يعودون للمواجهة والقتال؟

والذين يطرحون هذا السؤال نوعين (الاعلام الاسرائيلي- وبعض الغوغائيين الهائمين في عواصم التطبيع ونفايات الانظمة الرجعية من الذين لم يشاركوا يوما في حياتهم في اي قتال أو اية مواجهة مع الاحتلال ويعيشون على خيوط الشبكة العنكبوتية صوتهم عال ووجودهم في الصراع صفر مكعب).

صار ما صار. وجرى ما جرى. ونرى الذين كانوا يستهزئون بالفلسطينيين ويقولون (فقط لو يوقوفوا التنسيق الامني، لان التنسيق الامني هو الذي يمنعنا من المشاركة في المقاومة الشعبية).
مع ان أقوى عمليات فدائية وقعت ضد الاحتلال في الفترة الماضية، ومن يريد تنفيذ عملية لم يهمه تنسيق أمني ولا اي تفاهة أخرى.
نفس الجهات ونفس اللاعبين. هم أنفسهم قرروا انهم من يطرح الأسئلة: وماذا ستفعل السلطة الان؟ وماذا ستفعل فتح. وماذا ستفعل منظمة التحرير الان؟
والجواب الذي سيسمعه الاحتلال وسفير أمريكا من الآن فصاعدا هو:
دخلنا مرحلة جديدة وماتت اوسلو
ونحن الذين سنسأل من الآن فصاعدا:
افعل أنت الان.
ماذا ستفعل انت الان؟