منذ مئة عام ، والصهاينة يطلبون من الفلسطينيين تحت الاحتلال أن يبحثوا لهم عن حلول لمشاكلهم التي لا تنتهي . تارة عقدة الفناء ، وتارة الأمن ، وتارة الميزان الديموغرافي ، وتارة الضياع الجغرافي ، وتارة الضم ، وتارة بسط السيادة الإسرائيلية ، والحرب مع العراق ، والحرب مع سوريا ، وانتصار المقاومة اللبنانية . وكأننا نحن الذين أنجبناهم ونحن المسئولون عنهم .
في كل مرة يحترق الصهاينة بنار أفكارهم الاستعمارية والعدوانية , وقد اعتادوا الانفصام في الخطاب السياسي والخطاب الوجودي الفلسفي .
لا هم يعرفون كيف يصنعون دولة ، ولا يتركوننا نصنع دولة .
لا هم ينصرفون عنا ويتركون العرب يواصلون حياتهم كما هي . ولا هم ينفصلون عنا ويعيشون "غيتو" المرض العقلي الذي اّمنوا فيه .
سألني صديقي وهو ( داعية سلام ) : هل تتسع هذه الأرض لنا ولهم يا ناصر ؟
قلت : إنها لن تتسع لهم لوحدهم . لان اليهود العلمانيين لا يمكن أن يوافقوا على التطبيع مع اليهود الحريديم . ولا يمكن لليهود الغربيين أن يوافقوا على التطبيع مع اليهود الشرقيين . كما لا يمكن للأشكنازيم أن يعيشوا مع الفلاشا . المشكلة ليس معنا لوحدنا . بل بينهم وبينهم ذاتهم . والمشكلة الأعمق بين اليهود وبين الصهاينة . فلا يمكن للصهاينة أن يتركوا اليهود يعيشون بأمان في العواصم العربية . كما لم يتركوهم يعيشون بأمان في مسقط رأسهم روسيا وبولندا وألمانيا وعواصم أوروبا الغربية .
الان يريدون فكرة الضم ولكنهم لا يريدون
فعل الضم
يريدون بسط السيادة الاسرائيلية ولكنهم لا يريدون تحمل المسؤولية
مهما فعل نتانياهو .. ومهما قال
مهما توسل .. ومهما هدد
نحن لن نتراجع عن فكرة الدولة الواحدة
وداعا للماضي
وداعا لمناطق ألف
وداعا لأنصاف الحلول
قادمون يا تل ابيب
وشكرا مستر ترامب على الجنازة اللائقة لجثة "اوسلو "