ابن سينا لم يدخل سيناء قط . والمرأة تضطهد المرأة . والفقير يكره الفقير

مع صفقة القرن تنتشر السفسطة ، والسفسطائيون يتلاعبون بالمدارك الفلسفية ويستخدمون علمهم في كسب المال بأي ثمن فيفرغون الكلمات من معانيها الحقيقية . ولا يمكن للإنسان غير المتعلم أن يكون سفسطائيا . وإنما الجهلة من العوام والعشوائيين والدهماء الذين يلحقون بالسفسطائيين فيتسببون في تدمير الحضارات .

لا تصدق كل ما تسمعه ، ولا نصف ما تراه . فالناس يقولون أشياء كثيرة ويطلبون منك تنفيذها . وهم ذاتهم لن يقبلوا تنفيذها على أنفسهم . لأنه مجرد كلام تنطق به عضلات اللسان لخلق توازن بين شخصية القائل الضعيفة وأمنياته لذاته أن يكون بطلا .
ولهذا قال أفلاطون : ما يفكر به العقلاء يقوم به المجانين \ تختلط الأفكار ويكثر الكلام لمجرد الكلام ولا أحد يقصد التنفيذ .
يقول داروين : إن الفضيلة ومكارم الأخلاق لا تكفي لضمان حق البقاء . وان أصحاب نظريات الأخلاق الرفيعة يعيشون بؤساء ويموتون تعساء .
الظالمون ، والمستبدون يطلبون من الأجناس أن تقتل بعضها دون أن يكلفوا أنفسهم عناء القضاء على خصومهم . فترى الرجل الأسود يحارب الرجل الأسود . والفقير يقتل الفقير . والمرأة تضطهد المرأة , والمعارضة تهاجم المعارضة . والمناضلين يشتمون بعضهم بعضا .. وهذا مدروس ومحسوب .
كتب برنارد شو ذات يوم فقال : كنت احسب أن الفقراء يكرهون الأغنياء . ثم اكتشفت أن الفقراء يكرهون الفقراء .
وكتبت إمراة فيلسوفة من الغرب فقالت : يعتقد الرجال أن المراة تلبس أجمل الثياب من أجل نيل إعجابهم . وهم لا يعرفون أن المرأة تلبس أفضل الثياب لتغيظ امرأة أخرى !!
ابن سينا من بخارى في أوزباكستان ولم يدخل سيناء قط . كلام لا يعني شيئا , وستجد كل يوم مثل هذا حتى يصاب تفكيرك بالشلل وتعزف عن التفكير بأي شئ ايجابي . خذ أيضا ,
وبدر شاكر السياب كتب أنشودة المطر ( عيناك غابتا نخيل ساعة السحر ) في صيف قائظ في العراق تصل درجة حرارته الى 56 مئوي .
وأبو العلاء المعري كتب رسالة الغفران قبل دانتي بمئات السنين ووصف الجميلات وهو أعمى .


والجاحظ كتب عن البخلاء أعاب عليهم وهو ذميم الوجه واعتبر البخل أقبح خصال الرجال .
أبو عمار رفع شعار ثورة حتى النصر .. واستشهد قبل أن ينتصر.
جورج حبش رفع شعار بيني وبين النظام الهاشمي بحر من الدماء وحين توفي ووري الثرى في العاصمة عمان .
ميشيل عفلق أسس حزب البعث العربي وسجنه حزب البعث العربي !!
سيبويه ليس عربيا وأضاف للغة العربية مكانتها الكبرى
سليمان الفارسي أنقذ الرسول وأهل الحجاز في معركة الأحزاب . وألان الصراع بين بلاد فارس وأهل الحجاز لا يمكن وصفه
النجاشي الملك المسيحي في الحبشة أنقذ صحابة الرسول من القتل وأنقذ الرسالة المحمدية وصلى عليه النبي أول صلاة غائب في الإسلام وداعش يذبحون أقباط الحبشة !!
الرجل الأبيض احتل أمريكا وذبح مئات ملايين الهنود الحمر بالأوبئة والرصاص . وألان ينصب نفسه شرطي على أخلاق العالم وحقوق الإنسان.

حماس نشأت عام 1988 ضد سياسة منظمة التحرير وضد أية تسوية وطالبت بالكفاح المسلح الشامل في كل مكان . وألان تكتفي بحكم غزة
مصر قادت العالم العربي والعالم وأسست دول عدم الانحياز ووضعت نظريات التغيير لكل الدول العربية . والآن تغضب غضبا شديدا إذا تدخل احد وكتب عنها أية كلمة .
قال لينين عام 1905 في كتبه الشهير ( ما العمل ؟ ) . وقال صديقي عوني المشني أمس في مكتبي ( لم يعد السؤال ما العمل ؟ وإنما السؤال الأهم من الذي سيعمل؟ فجميع المثقفين والأحزاب يكتبون لنا كل يوم كيف نصنع ثورة وسلطة ديمقراطية . ولا احد يعمل من أجل ذلك !! ) . وفي عدة كلمات ، قد عمق عوني لينين حتى استفاض .
السودان بلاد الخير والنور والشعر والثقافة . وألان يلتقي الجنرال البرهان مع رئيس الموساد ونتانياهو في أوغندا بذريعة أن السودان تحتاج إلى تل ابيب !!
ترامب وضع صفقة القرن لفلسطين وللمنطقة العربية وبلاده تنهب أمام الكاميرات .
المناضل الاممي الفنزويلي كارلوس والذي يقضي حكم السجن المؤبد في سجون فرنسا , أشهر إسلامه وقال أن لا أحد يستطيع الوقوف في وجه أللامبريالية الصهيونية سوى امة الإسلام . وترى رجال دين مسلمين في بلاد الرسول يتذللون لحاخامات بروكلين ومنهاتن ويطلبون الرحمة والسماح للصلاة في المسجد الأقصى .
حين نزل فيدل كاسترو على شواطئ جزيرة كوبا للقيام بالثورة ومعه 70 مقاتلا فقط . سأله الرفاق : ألا تحتاج للتنسيق مع باقي القوى الوطنية والأحزاب في كوبا . فأجاب : حين يقرر الإنسان ان يموت من اجل وطنه لا يحتاج إلى التشاور مع رفيق .
كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة أقرأ ألاف الكتابات يقولها الناس عن فلسطين دون حسيب او رقيب . وجزء كبير منهم اعرفه شخصيا وأعلم انه لا يجرؤ على تنفيذ ما يكتب .
ونعلم أن من صفات عصر الانحطاط . الكلام المزركش , والعبارات الرنانة , والعناوين الفاقعة بلا مضامين , والسفسطة , والهمبقة , والنيل من أعراض الناس . وثوبهم ملطخ بالأوساخ .
ونعلم أن عصر الانحطاط له بداية , وله نهاية .
ونعلم أن القائد لا يحكم بأذنيه . بل بعقله وقلبه .