الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

حتى لو تأجل الضم.. فقد تغيّر كل شيء

نشر بتاريخ: 11/06/2020 ( آخر تحديث: 11/06/2020 الساعة: 14:48 )


إعلان ترامب- نتانياهو- فريدمان- غانتس النية في إعادة احتلال الأغوار ومناطق أخرى في الضفة الغربية ، صار إعلانا نافذا. وسواء تأجل موعد "الضم" أو بقي في أول تموز فان النتيجة واحدة. فقد وصلت الرسالة إلى السكان الفلسطينيين الذين بحثوا تلقائيا عن طرائق خاصة للدفاع عن النفس .


وينتشر في الصحافة العبرية سيناريوهات عدة حول ردود فعل سكان الضفة ، ولكن هذه السيناريوهات من بنات خيال الصحافة العبرية ولا تصل لمستوى محاكاة الواقع الحقيقي .
الانكفاء ، والتقوقع ، والسلبية ، والعبثية ، واللامبالاة. مجرد رد فعل تلقائي عابر عند قطاعات معينة من الجمهور الفلسطيني على هذا الحدث الضخم. ولكن على المدى المنظور ستكون هناك ردود فعل أعمق وأشمل وأكثر ثباتا منها:-
- بجهود حثيثة ومتواصلة وناجحة، اقتنع الجمهور الفلسطيني انه لا يوجد حل سياسي للصراع. وان المفاوضات عبثية وتافهة ولا قيمة لها ، وأنها لم تجلب للفلسطينيين سوى الفشل والذل والقهر .
- بجهود ناجحة من ترامب ونتانياهو انحسرت قوة السلطة وصارت محاصرة ماليا وسياسيا وامنيا وتحوّلت الى سلطة هزيلة وضعيفة .
- البديل الطبيعي للسلطة هو التنظيم . والتنظيم يستعيد عافيته ويجدد دماءه .
- الثقة بالاتفاقيات الدولية وصلت الحضيض. ولم يعد الجمهور يصدق المؤتمرات الدولية ولا الدول العظمى. بل ان هيبة الدول العظمى تلاشت لصالح المجموعات المحلية التي أثبتت صدقها إقليميا .
- الثقة بالسوق وبالمؤسسات المالية الحكومية تتراجع بشكل كبير . والثقة بدفاتر الشيكات تهفو. وينشأ أوتوماتيكيا سوق سوداء تعتمد على الدفع نقدا او بالتبادل .
- الثقة بالمحاكم والقضاء المدني تتراجع لصالح القضاء العشائري .
- الثقة بمشاريع المنظمات غير الحكومية تتراجع لصالح التيارات الدينية .

ببساطة .. لقد تغير النظام السياسي الاجتماعي من شكل إلى آخر.