الكاتب: ربحي دولــة
تشتدُ الأزمة ويشتدُ الحصار والاحتلال مستمر في هجمته على كل ما هو فلسطيني ، يُصعد من توسعه الاستيطاني من خلال بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة لتُصبح أمراً واقعاً وحتى تزيد دولة الاحتلال من ضغطها على قيادتنا الفلسطينية لكسر مواقفها وانتزاع تنازلات تتوافق مع اطماع هذا المُحتل البغيض الذي يُمعن في غطرسته بحق شعبنا مُتنكراً لكل القوانين والأعراف الدولية .
هذه الزيادة في الاستيطان يرافقها أيضاً زيادة وتيرة الاعتقالات بحق مناضلينا في كل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وبزيادة كبيرة في القدس بحق قياداتها، مُحاولين انتزاع حقنا في فلسطين وحبنا لها وتمسكنا بكل ذرة تراب فيها ظانين أن باعتقالاتهم أو بقتلهم يُمكنهم أن يتنزعوا موافقة منا باسقاط حقنا والخلي عن ثوابتنا، وهنا أقول - كيف لا نتمسك ونحن آل ياسر عرفات الذي كان دائماً يُطلق على شعبنا بــ شعب الجبارين.
نعم شعبنا هو شعب الجبارين المتمسك بحقه وبفلسطينيته رغم شدة الهجمة وحجم الضغوطات، ورغم ابتعاد الأخوة عنا، ورغم الدعم الكبير الذي تتلقاه دولة الاحتلال من أمريكا إلا أن حجم قوة حقنا أكبر من جبروتهم وأقوى من طغيانهم، ورغم امتلاكهم لقوة السلاح إلا أن سلاحنا أقوى وأعظم.. سلاحنا هو الإيمان المُطلق بحقنا وقدرتنا على تحقيقه ولن نيأس مهما طالت الطريق ومهما كان مشوارنا شاق فنحن من تعودنا على الصعاب وتخطينا الكثير من العقبات.
أصبح اليوم الشعب الفلسطيني غريباً " كما بدأ الإسلام غريباً، وكيف دفع أتباع سيدنا محمد الثمن الغالي مقابل تمسكهم برسالة الحق"، وشاهدنا كيف حارب كفار قريش كل من تخلى عنهم وعن رسالة الباطل التي كانوا عليها ومنهم عمار ابن ياسر وعائلة ياسر كاملة كيف عُذبوا وقتلوا وكان الرسول الكريم يقول لهم صبراً "آل ياسر فان موعدكم الجنة " .
نحن الآن بعد وجودنا وحدنا في الميدان وفي المعركة نواجه أكبر ترسانه عسكرية ونواجه محتل يتفنن في لغة القتل والاعدام والتعذيب من أجل ثني شعبنا عن مواصلة مشواره في معركة التحرر والخلاص من الاحتلال نقول لشعبنا كما قال رسولنا الكريم "اصبروا آل ياسر فان موعدكم النصر المُبين على الاحتلال وسيزول الاحتلال ومستوطناته وستزول كل أدواته ويبقى شعبنا صامد صابر على هذه الأرض يعيش بحرية وكرامة في ظل دولة القانون التي يسود فيها العدالة.. هذه العدالة التي غابت عن شعبنا عشرات السنين وسنبقى متمسكين بارادتنا القوية بالوحدة الوطنية بعد مصالحة وطنية شاملة تغلب فيها مصلحة الوطن على المصالح الفئوية لتبقى راية الوطن خفاقة وليبقى شعبنا شامخ مرفوع الرأس في ظل دولة مستقلة وقيادة حكيمة ، سنخرجُ من بين الرُكام أقوى بوحدتنا وبانتصارنا على الجلاد .
* كاتب وسياسي / رئيس بلديـة بيتونيا