الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتبت إحدى الصحافيات الإسرائيليات الشهيرات على تويتر "كيف يمكن لأحد ان يشرح لي أن الفلسطينيين الذين اعتمدوا العنف الثوري طوال عشرات السنين ضد إسرائيل، صاروا فجأة جميعهم ليبراليين ويؤمنون بالكفاح السلمي !! ورغم تهديدات الضم وتدهور الأوضاع نظموا أمس في أريحا مؤتمرا دوليا رقيقا وراقيا !!".
تعليقات المغردين على كلامها كانت لافتة للانتباه.. ورغم تنوعها إلا أن السؤال ظل يفرض نفسه على التعليقات دون إجابة حاسمة .
ماذا ستفعل منظمة التحرير والأردن لو نفّذ نتانياهو عدوان الضم وإعادة احتلال الضفة الغربية؟.
وماذا ستفعل حماس ومصر لو نفذ نتانياهو تهويد القدس وإعادة احتلال الأغوار وثلث الضفة الغربية؟.
ورغم السيناريوهات المرتبكة التي تنشرها أجهزة امن الاحتلال كل يوم مرتين بعد الأكل. ورغم تقارير مراكز الأبحاث العبرية التي تناولت بعشوائية كل أنواع السيناريوهات وفقا لأجندات سياسية داخلية إسرائيلية. إلا أن رد فعل الجمهور الفلسطيني لم يتضح بعد. ولن يتضح قريبا .
وأكاد أقول أن أجهزة الأمن الفلسطينية أيضا لا تستطيع تقدير ردة فعل الجمهور الفلسطيني على الضم بنسبة حاسمة. فالجماهير تتفاعل مع الأمر بصمت وصبر وروية.
الأزمة السياسية \ الأزمة الاقتصادية \ كورونا \ عدم نزول الرواتب \ تحطم المنشاّت الصغيرة \ تهلهل القطاع الخاص\ عجز المنظمات الأهلية \ انشغال المجتمع الدولي \ انتفاضة أمريكا \ تظاهرات أوروبا\ صمت المجتمع العربي \ تهافت بعض الدول العربية على التطبيع مع الاحتلال.. كل هذا في ميزان حسابات الجماهير الفلسطينية.
لأول مرة أشعر أن قيادات التنظيمات الفلسطينية ومعها قيادات الأحزاب الإسرائيلية لن تستطيع أن تقرر هذه المرة. وإنما ستشاهد رد فعل الأرض المحتلة ، وتحاول أن تستفيد من القادم للحصول على تذكرة أخرى للبقاء لمرحلة قادمة.
لم تبدأ اللعبة بعد .. ولم يتغير شيء بعد.
هدد نتانياهو وترامب، فهددت السلطة والتنظيمات .. هدّدوا فهدّدنا.
وكل ما نشاهده ونسمعه ونقرأه حتى الآن. مجرد محاولات إعلامية وسيكولوجية لتقوية موقف التهديد .
وعند التنفيذ، يكون لكل حادث حديث .