الجمعة: 31/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

لماذا فشلنا ؟؟!!!!

نشر بتاريخ: 14/07/2020 ( آخر تحديث: 14/07/2020 الساعة: 16:22 )

الكاتب: عوني المشني

لم يعد السؤال اذا ما فشلت السلطة الفلسطينية في التصدي للمهام المنوطة بها ، واذا ما كان هذا الفشل سيؤدي الى كارثة وطنية !!! السؤال اصبح : ما حجم الكارثة المتوقعة !! والى اي مدى !!! وهل يمكن تفادي تلك الكارثة او التخفيف من حدتها على اقل تعديل .
لنتكلم بشيئ من الحقيقة ، وبشفافية ، لم يعد ما يمكن اخفاؤه ، فبعد كل تلك " المساخر " من قرارات ارتجالية وتخبط في الاداء وعلى شاشات التلفزيون وامام الجميع جهارا نهارا لم يعد ما يمكن اخفاءه .
لماذا فشلنا ؟؟؟ وكيف فشلنا ؟؟
فشلنا عندما اصبحنا نتعاطى بالمحسوبية والاستزلام في كل مناحي ادارة السلطة ، التوظيف محسوبية واستزلام ، والاطر القيادية محسوبية وحسابات لها علاقة بالولاء الشخصي ، حتى في تطبيق القانون هناك استثناء له علاقة بالمحسوبية والولاء ، حتى في التوظيف في سلك العدالة هذا يحصل وبشكل فاضح .
فشلنا عندما سمحنا للفساد بالتحول من حالة استثنائية شاذة الى منهج ، منهج يجد الحماية ، يجد التشجيع ، يجد الاحترام ، الفساد " شطارة " ،
فشلنا عندما رضخنا لضغط العشيرة وراس المال ، قانون الضمان الاجتماعي تم الغاءه تحت هذا الضغط ، قرارات محاكم بشان خط النفاذ في الاتصالات افرغت من مضمونها وتم تقويضها تحت هذا الضغط ، مراسيم مرتبات التقاعد للوزراء ، مراسيم رفع رواتب الوزراء تحت ضغط النقد في وسائل التواصل الاجتماعي ، استثناء البنوك من الاغلاق ، فتح المجال للشركات الاحتكارية بنهب شعبنا بدون وجح حق وكل هذا لضغط الاحتكارات الجشعة واللئيمة والتي تمتص دم شعبنا بدون وازع وطني او ديني او اخلاقي .
فشلنا عندما نزلت تناقضاتنا الى الشارع ، تحريض ، وتجييش ، وتخوين ، وتعهير ، معيب ان نرى وزراء وقيادات سياسية وتنظيمية وامنية تعهر بعضها بعضا وبدون ادنى رادع ، معيب ان يشجع البعض الشارع على عدم الالتزام بقرارات البعض الاخر وكسرها ، معيب هذا الردح والغمز والايحاء والتصريح ، فقدنا احترامنا لبعض ففقدنا احترامنا امام جمهورنا وشعبنا .
فشلنا عندما حولنا الوطن الى مزارع شخصية ، مناطق نفوذ ، هذا المخيم محسوب على فلان وتلك المحافظة على فلان وهذه المؤسسة لفلان وتلك النقابة لفلان وهكذا ، قسمنا الوطن ورثناه لفلان وعلان .
فشلنا عندما فقدنا هيبتنا ، الهيبة اهم من القوة ، فقدنا هيبتنا بقرارات خاطئة نتراجع عنها . فقدنا هيبتنا بتناقض وردح في الشارع ، فقدنا هيبتنا بالرضوخ للضغوط الجهوية والمالية ، فقدنا هيبتنا بفساد فاضح ،
فقدنا هيبتنا بهذا التناقض الواضح بين ما نقول وما نفعل .
فشلنا عندما حطينا من قيمة الشريف ورفعنا قيمة الوضيع ، عندما اصبحت المعايير للارتقاء رضا الاقليم ورضا الطرف الاخر ورضا الامريكان ، نعم بمستويات سياسية وامنية اصبحت تلك هي المعايير ، ومن " لا يرى من الغربال اعمى " . ولدينا امثلة ونماذج اكثر من تحصى لكن في الفم ماء !!!!! لم يعد المعيار نضاليا ولا مهنيا ولا حتى الولاء الشخصي ، المعيار اعتبارات " خاصة " وترجمة خاصة هنا تمتد من امريكيا مرورا بكل العواصم او ببعض العواصم على وجه التحديد ، اصبحنا لا نعرف احيانا هل ذاك المسئول يمثلنا ام انه يمثل اخرين عندنا !!!!! نعم هذا في مستويات صنع القرار ومحيط صنع القرار .
فشلنا عندما اعتبرنا شعبنا ساذجا لا يفهم ، نضحك عليه بشعارات فارغة وكلام اجوف ، والذي " يتغطى بالوقت عريان " مضى الوقت وثبت كذب تلك الشعارات وبانت الحقيقة وفي كل مرة نعيد انتاج الكذب من جديد ، نعيد انتاج الشعارات من جديد ، فاستهلكنا الشعارات واستهلكنا انفسنا واستهلكنا ثقة شعبنا .
فشلنا حيث كانت كل سبل النجاح مهيأة لنا ، فشلنا كمجموع ونجح الافراد " بشطارتهم " فجمعوا المال والجاه فكان نجاحهم علامة فشل لنا . فشلنا امام شعبنا اولا وامام انفسنا ثانيا وامام العالم ثالثا والاهم امام شهداءنا واسرانا وجرحانا .
فشلنا رغم بعض بل كثير من مظاهر النجاح في جوانب مختلفة ، عندما يصبح الفشل ظاهرة عامة والنجاح استثناء فالحالة العامة فاشلة ، وهذا هو حالنا .
شعبنا يستحق افضل من هكذا اداء ، شعبنا اعطاكم ثقة لم تحافظوا عليها ، شعبنا وقف من خلفكم كما لم يقف شعبا اخر ، لماذا خذلتموه ؟؟؟ لماذا هذا الاستهتار بعقل شعبنا الجمعي والذي يسمى حيث لا تعرفون الحس الوطني العام ، احساس شعبنا اقوى من حذلقاتكم في صالونات الترف السياسي المسماه مجازا اجتماعات مؤسساتكم ، احساس شعبنا صادق وواضح ، احساس شعبنا باختصار : لقد فشلتم
هل بقي لنا فرصة للنجاح ؟!! فقط بمعجزة في زمن يفتقد للمعجزات يمكن لنا ان ننجح ، قد نؤخر النتيجة هذا ممكن ، قد نخفف وطأة الفشل هذا ممكن ايضا ، والممكن ايضا ان نتوقف حيث نحن الان ونعطي الفرصة باعادة بناء جديدة تمكننا من النجاح ، هذا ليس لانقاذ شعبنا فحسب بل لانقاذهم ايضا من نهاية ساكون مفجعة ، هذه فرصتنا واياكم الوحيدة ، اقتنصوها قبل فوات الاوان ، اقتنصوها قد تشفع لكم ، اقتنصوها لعل فيها ما يجعلنا شعبنا يذكر " محاسن موتاهم ".