الجمعة: 31/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

التاريخ يخلد الأحرار ويلعن المتخاذلين

نشر بتاريخ: 18/08/2020 ( آخر تحديث: 18/08/2020 الساعة: 19:17 )

الكاتب: ربحي دولة

التاريخ يخلد الأحرار ويلعن المتخاذلين بقلم : ربحي دولة غالية تلك الدماء العربية والإسلامية والحرة من كل أنحاء العالم التي سالت دفاعا عن فلسطين، والتاريخ خلد شهداء الجيش العراقي والمصري والاردني والجزائري والسعودي وكل جندي ارتقى دفاعا عن فلسطين وعن الاقصى لأننا جزء أصيل من الوطن العربي ولأن فلسطين أرض الرسالات السماوية ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ومهد السيد المسيح عليه السلام، تكالبت على هذه البقعة كل قوى الشر من اجل السيطرة عليها؛ فبعد الحرب العالمية الاولى وانهيار الدولة العثمانية وقعت فلسطين تحت الاحتلال البريطاني تحت شعار "انتداب ووصاية"، هذا الاحتلال الذي تشكل من العصابات الصهيونية التي تدربت في صفوف جيش بريطانيا ومهدت الطريق أمام الاستعمار الصهيوني في فلسطين، حيث بقيت بريطانيا مدة خمسين عاما كانت كافية بتجهيز القوة الصهيونية عدة وعتادا، وكذلك تمكينهم من السيطرة على أرض فلسطين تحت ستار الزراعة واستغلال الارض غير المستعملة والتي هجرها أصحابها نتيجة سياسة الضرائب الباهظة التي فرضتها حكومة الاحتلال البريطاني على المزارعين، فبعد انسحاب بريطانيا المفاجئ لنا وللعالم والمخطط مسبقا مع العصابات الصهيونية التي انقضت على قرانا ومدننا فهدمت وقتلت وشردت وأقامت كيانهم على أنقاض قرانا ومدننا دافع عن فلسطين جيوش كل من السعودية والاردن ومصر وسوريا والعراق ولبنان، وهزمت تلك الجيوش التي قاتل جنودها ببسالة لكنهم لم يصمدوا أمام عصابات الصهاينة وسقط الجزء الأكبر من فلسطين وبقيت الضفة الغربية تحت الحكم الاردني وقطاع غزة تحت الحكم المصري وشرد الاف من ابناء شعبنا نحو الاردن ولبنان وسوريا والعديد من الاقطار العربية والعالمية بفعل الاجرام الصهيوني ، وكانت الدول العربية وشعوبها عمقنا الاستراتيجي وحاضنتها التي استطعنا تطبيب الجراح والبدء بتأسيس الحركات والاحزاب السياسية التي انطلقت من اجل العمل الوطني والنضالي لاستعادة الحقوق المسلوبة وفي خضم تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ومكوناتها من فصائل العمل الوطني أكملت دولة الكيان مسلسل اجرامها واحتلت ما تبقى من فلسطين عام ١٩٦٧ وهضبة الجولان وسيناء وهزمت الجيوش العربية مرة اخرى هزيمة كان لها الأثر الكبير في خارطة الوطن العربي، و بدأت التنظيمات الفلسطينية خاصة فتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية بإنشاء قواعد لها في كل من الاردن ولبنان وسوريا هدفها اعداد جيل قوي وتربيته على حب الوطن والفداء وبدأت المجموعات العسكرية بالدخول الى أرض الوطن لتنفيذ عمليات فدائية حققت نتائج عالية وأسمعت الصوت الفلسطيني الى كل العالم بأن شعبنا هو صاحب حقوق وهوية وأن الاحتلال ووجوده باطلان.
اتفقنا مع العديد من الانظمة والحكومات العربية واختلفنا مع بعضها ولم نختلف للحظة واحدة مع شعوبنا العربية، وكل خلافاتنا مع كل الحكام كانت تجد حلولا مهما كان حجمها لكننا دائما في حالة تلاحم مع شعوبنا العربية، حتى دخلت مصر في اتفاق سلام مع اسرائيل منفردة تحت شعار الخلاص الوطني على حساب الخلاص القومي فاستعادت ما احتلته اسرائيل من أرض مصرية خلال حرب حزيران ولكنها بموقفها هذا أضعفت القضية الفلسطينية وكذلك خرجت عن الاجماع العربي . وبعد قطيعة من كل الدول العربية لمصر عادت مصر الى المنظومة العربية بسبب ان كل ما يقوم به الحكام العرب ليس بالضرورة ان يلقى قبولا من قبل شعوبهم وخاصة، فيما يتعلق بفلسطين وقضيتها ومقدساتها
وخلال هذا المشوار النضالي الكبير راهنا على عمقنا العربي كثيرا ، حيث كانت هذا الدول هي بمثابة عمقنا الاستراتيجي وسندنا على الدوام، وفشلت بعض الرهانات مع بعض الانظمة لكنها أبدا لم تفشل مع الشعوب وكلنا نلاحظ حالة الغليان التي تصيب شارعنا العربي في كل لحظة يتعرض فيها شعبنا لعدوان نشاهد المظاهرات التي تندد بالعدوان الغاشم.
وفي ظل هذه الهرولة من بعض الدول العربية نحو التطبيع الطوعي والجبري مع اسرائيل في هذه الظروف بالتحديد لا يمكن ان تخدم عروبتنا ولا قضيتنا انما هي جاءت للحفاظ على عروش البعض المهترئة والذي كان ثمن بقائهم في الحكم التطبيع مع اسرائيل ووضع مقدرات دولهم وشعوبهم تحت تصرف راعية الشر العالمي امريكا وتمكين دولة الكيان من اقتحام الشارع والسوق العربي لنهب مقدراتها وهدم كل الحواجز التي بناها الاحتلال مع العالم العربي نتيجة ممارساته الاجرامية بحق فلسطين والوطن العربي، وان هذا الموقف لا يمثل الا من اتخذه ، حيث أن ما اعلن عنه من اتفاق ثلاثي بين امريكا والامارات ودولة الكيان بالتأكيد لا بد وأنه لا يمثل شعب الامارات الأصيل: امارات زايد الخير الذي عاش ومات مدافعا عن فلسطين و قضيتها واكبر الداعمين لمنظمة التحرير وللسلطة الوطنية لكن من جاء بعده خان الامانة ولم يصن العهد، وهذا لا يعني أننا في حالة قطيعة مع أحرار الامارات وشعبها العظيم الذين لا يقبلون بالظلم ولا بالتفريط بالكرامة الغالية وسنبقى مع الشعوب العربية يدا بيد لإحقاق الحق ورفع الظلم عن المظلومين رافضين الوصاية والخنوع لأية جهة مهما كان حجمها وسنبقى محافظين على عروبتنا وسنبقى ننشد بلاد العرب أوطاني من الشام لبغداد ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان، ولن يثنينا ظلم بعض الحكام عن التمسك برابطة الدم ورابطة الدين التي تربطنا بأمتنا لنعلي صوتنا عاليا عاشت الامة العربية أمة واحده موحدة ولتبقى كل الأصوات النشاز تغرد خارج الصف، فالتاريخ يخلد كل الاحرار وسيلعن كل المتامرين.
٠ربحي دولة كاتب وسياسي