الجمعة: 31/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

فرصة تاريخية لمغادرة مرحلة التيه والتشتت الفلسطيني

نشر بتاريخ: 02/09/2020 ( آخر تحديث: 02/09/2020 الساعة: 12:39 )

الكاتب: د. هاني العقاد

اكثر من ثلاث سنوات مضت على الاجتماع التحضيري في بيروت لاجتماع الفصائل الفلسطينينة للتحضير لاجتماع الامناء العامين لكن الاجتماع لم يعقد واستمرت حالة التشتت الفلسطيني تهدد لان يخسر الفلسطينيون كل شيء, يمضي الفلسطينيون اليوم بجهد وطني لعقد اجتماع وطني كبير على مستوى الامناء العامين لمنظمة التحرير وفصائل العمل الاسلامي الفلسطيني في اشارة الى انهم يدركون خطورة البقاء في مربعات متباعدة دون تكامل وطني وسياسي ودون وحدة في المسار النضالي و وحدة الموقف من الاحتلال والمواجهة معه . ياتي هذا الاجتماع الهام والمشهد الفلسطيني ممزق والفلسطينيون يعيشون حالة تشتت وانقسام كانت سببا في التطاول عليهم وعلى ثوابتهم حتى اجتماعهم هذا , ولان الانقسام ولد حالة من التشتت والتشرذم واختلاف البرامج السياسية واختلاف المسارات الوطنية التي يرى كل فصيل من خلاله ان استراتيجيه هي الفريدة والوحيدة للتحرر ولا يعترف بالاخرين ولا حتى يشاركهم الجهد الوطني , جاءت الفرصة لان نغادر هذه الحالة ونصلح النسيج الوطني الذي يقتنع به العالم الحر وشعوبه التي لم تتوانى يوما من الايام في دعوة الفلسطينيين لطي مرحلة التشتت والتوحد من اجل توحيد المواجهة مع المحتل .

نحن امام اجتماع مصيري للامناء العامين للفصائل الفلسطينية بحضور الرئيس ابو مازن بالتزامن في رام الله وبيروت عبر الفيديو كونفرنس للخروج من هذه الحالة المقيته السوداء في تاريخ مسيرة نضالنا الوطني , ولعل الفلسطينيين اليوم في ترقب وانتظار وخوف من ان لا يحقق هذا الاجتماع طموحات شعبنا المناضل ويخرج الاجتماع بمزيد من التشتت والانقسام وتكون نهايته بيانا هزيلا لا يحمل سوى توجهات فصائلية , لكن اقول اذا كان التوجة العام لكل الفصائل الفلسطينية يبتعد عن المصلحة الخاصة والبرامج الذاتية والاجندات التي تدعمها قوى غير فلسطينية ,واذا كان الهدف الكبير والموحد لدى الجميع هو ردم كل قنوات التشتت والاختلاف والتناقض فاننا سننجح ونثبت لكل العالم والشعب الفلسطيني ان الفلسطينيين برغم تعدد فصائلهم باتوا جسدا واحدا تحت راية واحدة وكلمتهم اليوم كلمة واحدة في مواجهة كل المخططات الرامية لتصفية قضيتهم الوطنية التي تهدد هويتهم الوطنية ومقدساتهم ووجودهم على ارضهم , واذا وضعت الفصائل نصب اعينها ان التحديات اكبر من مسألة محاصصات هنا او هناك او الحصول على الاكثرية في المجلس الوطني او المركزي فان النجاح سيكون حليفهم وسيتمكنوا من تحقيق اول خطوة على طريق بناء استراتيجية وطنية نضالية تلزم الكل الفلسطيني وتنقلهم من مرحلة التشتت والثبات الى مرحلة الفعل المؤثر والقوي باتجاه تحقيق الحرية والاستقلال الوطني .

هذا الاجتماع المصيري لحظة فارقة في تاريخ الوجود الفلسطيني و وحدة تمثيلة السياسي والوطني والنضالي فاما ان يستطع من خلاله الفلسطينين مغادرة مرحلة تعدت كل المقايس والتوقعات في رداءتها وانحطاطها واما ان يغوص قادة الفصائل عميقا في وحل التيه والضياع حتى قاع القاع ولن يخرجوا بعد ذلك ابدا حتى لو تغيرت الاسماء والبرامج وتغير القادة لان قطار الضياع يكون قد وصل محطات اضاع معها منظومة الحقوق الفلسطينية بمجملها . لذلك لابد وان ياتي الاجتماع بمخرجات عملية وخطط حقيقية من شانها ان تمهد الطريق لينهض الفلسطينيون بعد مرحلة ثبات طويلة كانوا يراهنون فيها على وهم , انها لحظة تاريخية لان يراهن الفلسطينيون على ذاتهم اليوم وقوتهم ووحدتهم وسلاحهم ومقدراتهم وقوة حقهم وعنفوان نضالهم وسواعد ابنائهم, لا اعتقد ان اي من شعبنا الفلسطيني يمكن ان يقبل ولو بنسبة 1% فشل هذا الاجتماع المصيري او وضع خطط لا تلبي طموح الجميع في التخلص من الاحتلال واقامة الدولة وعاصمتها القدس , التحدي ان نقوي م ت ف بوجود الجميع فيها لتستمر في قيادة المقاومة الوطنية وتوفير امكانيات الاستمرار والبقاء والنصر بالمجموع الوطني وليس فرادى. التحدي ان نلطم ادارة صفقة القرن والمحتل والمطبعين على وجوههم اللعينة ونعلن عهدا جديدا تقوده منظمة التحرير الفلسطينية نحو الدولة والانسان الفلسطيني , عهدا نعمل سويا تحت راية العلم الفلسطيني ونبلغ العالم برسالتنا الوطنية التي لا يمكن ان تسمح لاحد مهما كان تغيرها او التسلل تحت مفرداتها ونخرج بوحدة الموقف عمليا وليس مجرد بيان ختامي ونضع الاسس الحقيقية لانخراط الكل في صفوف م ت ف واعادة هيكلة هيئاتها ومجالسها ومؤسساتها حسب اللوائح الداخلية لميثاق منظمة التحرير .

وحدانية التمثيل السياسي والنضالي يقوي رفضنا لصفقة ترمب وكل المحاولات التي تضغط فيها اسرائيل وامريكا والاقليم لتركيع الفلسطينيين ,وقوة ووحدانية التمثيل الفلسطيني تعني اسقاط مخطط الضم الاسرائيلي الذي يعرف الفلسطينيين كشعب بلا هوية تحت الوصاية الامنية الاسرائيلية , قوة و وحدانية التمثيل السياسي الفلسطيني من شانه ان يحمي المقدسات والقدس من التهويد والاستيلاء على التاريخ وتغير الديموغرفيا المقدسية ,وحدانية التمثيل السياسي يعني اننا قبرنا مرحلة التيه والتشتت وحددنا لسان حالنا فمن يتحدث معنا ومن يريد ان يفاوضنا في اي صغيرة او كبيرة العنوان اصبح واحدا موحدا و وحيدا وهو قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وغير ذلك فان على قيادة منظمتنا التشمير عن سواعدها لتلقن من يحاول التحدث باسمنا درسا في الانتماء الوطني ودرسا باللغة التي يفهمها ليفهم ان لا احد يستطيع القفز فوق ظهر الفلسطينيين لان ظهورهم محمية ببعضهم وقوية تسقط من تسول له نفسه ان يكون بديلاً وترمي به في مزابل التاريخ .