الأربعاء: 29/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

الصراع على كُرسي الرئاسة الأمريكية والقضية الفلسطينية

نشر بتاريخ: 03/10/2020 ( آخر تحديث: 03/10/2020 الساعة: 00:15 )

الكاتب: ربحي دولــة




لا شك أن القضية الفلسطينية تتصدر عمليات الدعاية الانتخابية في كل من دولة الاحتلال وراعيتها أمريكا، فبعد سباق محموم بين كل الأحزاب الصهيونية في الانتخابات للتسابق على مقاعد برلمانهم العنصري والتي تم اعادتها ثلاث مرات متتالية بسبب محاولة اليمين تشكيل تحالف يميني خالص يتمتع بأغلبيه مُريحة لاستكمال تنفيذ الخطة – الصهيو أمريكية - للسيطرة على الأرض الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي - هذه الخطة التي وعد ترمب بوضعها ضمن سباقه على الرئاسة الأمريكية، وبعد فوزه في ولايته الأولى كلف صهره الصهيوني الى جانب جريبلانت على صياغتها بناءً على أطماع حليفه نتنياهو.
بدأ هذا الفريق بتنفيذ جولات مكوكية بين الدول العربية واسرائيل لإقناع هذه الدول بتغطية نفقات الصفقة تحت مُسمى إنعاش الاقتصاد الفلسطيني بأموال عربية، فيما عقدت أمريكا ما يُسمى مؤتمر البحرين الاقتصادي الذي اوريد منه أن يكون سوقاً لشراء الذمم العربية وشراء القرار الفلسطيني.
وبفعل الإصرار والتحدي الكبيرين من القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس وحركة فتح لم يفلُح هذا المؤتمر في تحقيق أهدافه المرجوة، وقبل نهاية ولاية هذا اليميني المتطرف ترمب نقل سفارته الى القدس المُحتلة كاعتراف منه بأنها عاصمة لدولة الكيان وأعلن ما يُسمى صفقة القرن ودخل في صفقات مع دولة الامارات وتمكن من اظهار العلاقة الامارتية البحرينية الى العلاقة العلنية من خلال توقيع هزيل لاتفاقات سلام بين دولة البحرين وتلك الدول العربية التي ارتمت في احضان امريكا في سعيها للسيطرة الكاملة على الوطن العربي كنوع جديد من الاحتلال وهو احتلال بطلب من ولاة أمر تلك الدول .
ومن جديد وفي ظل المعركة الانتخابية الأمريكية بين المرشحين الجمهوري ترمب الرئيس الحالي الساعي الى فوز بولاية انتخابية ثانية ومنافسه الديمقراطي جو بايدن الذي ينظر الى حل القضية الفلسطينية بطريقة الديمُقراطيين والتي انتهجها كلينتون سابقاً، إلا أن كلاهما يلهث وراء أصوات اللوبي الصهيوني الذي له تأثير قوي ودائم في عمليات الاقتراع على مدار السنين – فــ اللوبي الصهيوني هو من يحسم الصراع الرئاسي في الولايات المتحدة - ففوز ترمب من جديد يعني استمراره في فرض هيمنته وعنجهيته على العالم تحت تهديد القوة العسكرية والاقتصادية وتحويل الوطن العربي كملعب سهل لدولة الكيان الصهيوني تسرح وتمرح به بحرية مُطلقة وتتمتع بخيرات البلاد.
وبايدن يرى ضرورة التفوق العسكري لإسرائيل وعدم المساس بأمنها مهما كان الثمن، فيما يؤمن بحل الدولتين لكن وفق حدود يجب التفاوض عليها مع منظمة التحرير في عملية تفاوضية ويؤمن بضرورة تخفيض التواجد العسكري الأمريكي خارجياً ويبحث عن تحسين الاقتصاد الامريكي الذي اصيب بحالة من الكساد نتيجة هذا وباء كورونا الذي أصاب العالم ونتيجة حجم الإصابات التي أصابت الشعب الامريكي بفعل سياسة الاستهتار التي انتهجها ترمب وانشغاله في كيل الاتهامات للصين مُحملهاً اياها مسؤولية ما يحدث للعالم من مرض مصدره الصين . أما ترمب الذي يحمل الفكر اليميني المتطرف والذي يلتقي مع الفكر الصهيوني فيريد من هدا الفوز استكمالاً لبرنامجه المُغلف بأفكار دينية متطرفة ويهدف الى السيطرة على كل المناطق العربية التي فيها "جبل الذهب" ويهدم المسجد الاقصى ليُمكن اليهود من بناء هيكلهم المزعوم ليعود المسيح من جديد لان عودته وحسب الافكار الانجليكانيه المسيحية المتطرفه مرتبطه ببناء هذا الهيكل.
وفي المحصلة فإن القضية الفلسطينية والصراع العربي - الصهيوني دائماً كان يتصدرُ الحملات الانتخابية لكلا المرشحين في الولايات المتحدة مُنذ بدء هذا الصراع وحتى يومنا هذا ، ولكن بمفهوم وطريقة مختلفتين في التعامل مع القضايا العربية والفلسطينية ومتشابهة في الدعم والحرص على التفوق الكامل لدولة الكيان في المنطقة، ففوز بايدن معناه المزيد من الوقت والمراوغة لتمكين دولة الكيان من اكمال مخططاتها بطريقة هادئة دون إحداث أي ردات فعل داخلية وخارجية، وفوز ترمب يعني : تنفيذ المخططات الصهيونية تحت اشرافه مباشرة خطوة علها صحت الضمير العربي وعززت من وحدة شعبنا من أجل تمكينه من النهوض من تحت الركام لمواجهة تلك المخططات وإيقافها على طريق إحقاق الحق الفلسطيني في العيش في دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف وهذا يتطلب من القيادة الفلسطينية المُضي قُدماً نحو الوحدة الوطنية وتوحيد الجهود وعمل برنامج وطني نضالي بحجم هذه الهجمة التي تستهدف الكل الفلسطيني.

الكاتب والسياسي ربحي دولة