الكاتب:
في كل يوم تتعمّد المخابرات الاسرائيلية نشر تسريبات حول جهوزية السودان للتطبيع . ويجري صياغة الخبر وكأن الخرطوم تتسوّل المال والهيبة من تل ابيب ومن ترامب .
أخبار السودان يجري تسريبها للصحافة العبرية ( غالبا هي اخبار دقيقة لأن مصدرها جهاز الموساد ) هي أخبار تسويقية . وكأنها عناوين مدفوعة الأجر ، يتفاعل معها مكتب نتانياهو بفرح هستيري الا أن الجمهور الإسرائيلي لا بتفاعل معها . فهي آخر ما يمكن أن تهتم به .
ويقصد نتانياهو والموساد من خلال نشر أخبار التطبيع مع السعودية ومع السودان الى تشتيت الجمهور الاسرائيلي بعيدا عن مئات الاف المتظاهرين الذين يخرجون منذ 18 اسبوعا للمطالبة بعزله وتنحيته بتهمتي الفساد والإفساد .
لماذا لا يتفاعل الجمهور الإسرائيلي مع أخبار التطبيع السوداني او السعودي او الخليجي ؟
لأن الحركة الصهيونية قامت بتربية يهود اسرائيل ومعظم يهود العالم على كراهية العرب بسبب أو من دون سبب . وفي معادلة عجيبة ترى اليهود يحبون اوروبا التي طردتهم وألقت بهم في البحر ( ليس جمال عبد الناصر الذي ألقى باليهود في البحر ) ويطالبون دوما السفر اليها والاعجاب بها رغم ان اوروبا هي التي أحرقتهم بالافران وكسرت أنوفهم .. ومع ذلك يعجبون بها وبأسلوبها وتراثها وطعامها ومطاراتها . فترى الاسرائيلي يدخل مطارات اوروبا صاغرا وذليلا .
اما الاسرائيلي حين يهبط في مطارات عواصم التطبيع تراه يتنمّر على العرب ويرفع عقيرته ويتفاخر . رغم أن عواصم العرب لم تؤذ اليهود أبدا وأعطتهم الحقوق المتساوية والمواطنة الصحيحة عبر العصور !!
الجمهور الاسرائيلي لا يحترم السودان ، بل انه يطالب بعودة المهاجرين الافارقة ورميهم في الصحراء كل مرة . وحين تباهي نتانياهو أن الطائرات الاسرائيلية سوف تحلق فوق الأجواء السودانية من الآن فصاعدا . لم يكن خبرا ذا قيمة في السوق الاسرائيلي .
كل يهودي اسرائيلي يحب ألمانيا وبرلين ، يحب فيينا وهلسنكي وبراغ وباريس وموسكو وسيبيريا . لأن اوروبا وطن اليهود الأصلي .
امّا قصة أبناء ايراهيم . فهذه حملة إعلانية سياسية بين شركات واشنطن وشركات تل ابيب لنهب النفط السعودي ومقدّرات السعودية ..
والأيام بيننا .