الأحد: 26/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

سقط القناعُ عن القناعِ عن القناعِ

نشر بتاريخ: 02/11/2020 ( آخر تحديث: 02/11/2020 الساعة: 10:15 )

الكاتب: مروان طوباسي



أتحدث هناعن مظاهرة حزب التحرير برام الله، وكأن التاريخ قد توقف عند هؤلاء قبل بدء التاريخ، فعن اي خلافة يتحدثون ولأي فتوحات يدعون.
أهو الجهل ام هو تشتيت لما هو مطلوب بشأن فلسطين تعمداً ،،، فالقدس بأقصاها وقيامتها أقرب والأحتلال ما زال يقبع في مرابعنا، فما لروما وباريس علاقة بأمر الدعوة؟
يذكرني هذا الموقف بما قاله شاعرنا الراحل محمود درويش في قصيدته مديح الظل العالي،،،،
سقط القناعُ عن القناعِ عن القناعِ
سقط القناع
يجبُ الذي يجبُ
أدعو لأندلسٍ
إن حُوصرتْ حَلَبُ.
في الذاكرة المتخنة بالجراح الراعفة، تجعل التماثل بين ماضي الأندلس ومستقبل حلب مجرد دعوة تأملية، لاستلهام الدروس وأخذ العبر المفيدة، حين يدعو المزايدون لأندلس إن حوصرت حلب.
ولعل هذا المثل المسكون بالطرافة ونزعة التطرف، الشائع في الحياة السياسية، ينطبق على خطاب الغلو والتشدد والتخلف ، أكثر من تأويله في مقام النبوءات السوداء والتطيّر، حيث تتشابه الدعوة إلى استعادة الأندلس ، في وقت يتهرأ فيه الواقع العربي وتستباح بعض العواصم وتهرول بالتطبيع والاستسلام ، رغم القصور والعجز الفاضح لتلك العواصم منذ بداية تاريخنا حتى عن استعادة الأراضي المحتلة منذ عام 1967.
ومن بين الأمثلة الطريفة، المتطابقة مع نص محمود درويش هذا، حالة المزايدة والتخلف الفج الذي تقاربها تلك الجماعة هذه الآونة، بل ومن قبل ذلك.
ففي الوقت الذي نتعرض فيه نحن لمشاريع التصفية من أبواب واشنطن وبعض المستعربين ولجرائم المحتلين ، يرفع هؤلاء الآتين من غياهب القرون الوسطى ، عقيدتهم متوعدين باستعادة باريس ، وبنقل المعركة إلى روما ، وفي بعض الأحيان إلى عواصم أخرى .
فمن هم هؤلاء وبماذا يفيد رفع نشاذ صوتهم في معركة صمودنا اليوم وفي جهدنا لكسب تعاطف الرأي العام معنا ضد الاحتلال؟
إن هذا لا ينفصل عن خطورة نمو وانتشار ظاهرة التطرف والتخلف الديني بكل أشكاله وتنوعه في أمريكيا وعدد من الدول الأوروبية وفي منطقتنا ، وهو ما يخدم سياسات الهيمنة الأمريكية ورؤية الصهيونية العالمية.
فإن جماعات التخلف والتطرف بأنواعه واختلاف مصادره ، ورقة استغلال في لعبة السياسة الدولية واذكاء النزاعات الدينية والعرقية التي يقودها اليمين الشعبوي المتطرف في هذا العالم لخدمة رؤيته وأهدافه البشعة ضد الإنسانية ، من خلال أدوات الانظمة الاستبدادبة والجماعات الظلامية والعنصرية.