الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لا أقول إن سقوط ترامب يعني نجاح رام الله وغزة، ولكن أقول إن سقوط ترامب قد يفتح مخرجا ويمنع انفجارات كثيرة على صعيد الجبهات الفلسطينية الملتهبة.
قال ياسر عرفات: "إذا فاز بوش بالانتخابات الأمريكية؛ سننتظر أربع سنوات أخرى ولن يتغير موقفنا". وهذا ينطبق على حالنا اليوم.
ويتوقع أن سقوط ترامب ربما ينقذ القيادات الفلسطينية من قرارات صعبة وحادة ومغامرة، ولكنه لا يضمن لهم الانتصارات. وأنا اعتقد أن نجاح باين سيدفع بمنظمة التحرير لتبريد الجبهات التالية:
- البحث عن طريقة لإستعادة أموال الفلسطينيين التي قرصن عليها نتانياهو. والابتعاد عن احتمال الاصطدام المباشر مع الاحتلال وحتى الابتعاد عن خيار انهيار السلطة.
وهناك سؤال لا أعرف اجابته (هل سيعيد بايدين الدعم المالي للسلطة الفلسطينية؟)
- اعادة فتح الحوار مع العواصم العربية بوساطة سعودية- بما فيها الامارات - التي أجبرها ترامب على التطبيع مع نتانياهو. وربط الأمر من جديد باقامة دولة فلسطينية.
- العمل على اعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن. والعودة الى ماراثونية المفاوضات.
- لا أستبعد عودة القيادة الى التنسيق الأمني، ولكن الأمر لن يكون سهلا على الشارع الفلسطيني وسيشكل تحديا للرأي العام طالما أن الاحتلال يقتحم المدن كل ليلة ويحتجز الاف الاسرى.
- رغم صولات وجولات ونجاحات وتصريحات جبريل الرجوب. لا أشعر أن صدور مرسوم انتخابي برلماني ورئاسي، سيكون قريبا . فلا يزال الرئيس عباس يشعر أنه أخطأ في 2006 ويشعر بالذعر وعدم الأمان في اي تحالف قادم مع حماس. ولا يبدو الأمر سهلا رغم تبادل الابتسامات بين الطرفين.
- سقوط ترامب الجامح لم ينه الأزمة، بل أنهى الموت السريري للعملية السياسية. لان أصل الخراب والفيروس السياسي متمثلا بنتانياهو لا يزال موجودا.
من السهل تعداد جرائم ترامب ونتانياهو. ومن السهل تعداد أخطاء العرب. ولكن الامتحان الحقيقي أمام القيادات والتنظيمات الفلسطينية أن تتخلص من تكرار أخطائها وأن تتعلم من دروسها وتستعيد ثقتها بنفسها وشعبها قبل أن تستعيد العواصم الأخرى.