الكاتب: زعل ابو رقطي
محمود عباس .. الرئيس الفلسطيني .. الذي لايملك طائرات ولا دبابات ولا آبار نفط .. ولا حتى يستطيع تأمين معاشات شهرية للموظفين .. وهو وشعبه المحاصرون ، جغرافياً وسياسياً واقتصادياً ومادياً .. اسرائيل تحاصرهم وتقطع عنهم حتى الهواء والدواء .. وتقيد تحركهم من مدينة الى مدينة .. وتصادر ارضهم وتقتلع اشجارهم وتعتقلهم وتقتلهم مع سبق الاصرار ..
وامريكا بقيادة المخلوع ترامب تناصبهم العداء واعطت كل شيء لاسرائيل بما في ذلك القدس .. واقدمت على سلسلة اجراءات عقابيةبحقهم .. والواقع العربي لا يقل سوءاً عن الواقع الامريكي تجاههم ان لم يكن اكثر .. ومعظمهم هرول في زمن ترامب للتطبيع مع الاحتلال بشكل فج وبلا اي مبرر ! والبعض الاخر قطع كل اشكال الدعم والمسانده .. وبعضهم تماهى مع مخططات ترامب وكوشنير بما سمي بصفقة القرن والحلول المشبوهة ..
وبقي الفلسطينيون وحدهم في خضم كل هذه المتغيرات .. يواجهون كل اشكال ومحاولات تصفية قضيتهم ..
نعم بقي الفلسطينيون وحدهم بمواجهة موجة التطبيع والعداء الامريكي والتطرف الاسرائيلي والغياب العربي ..
ومع ذلك .. لم يستسلموا رغم كل الضغوط والممارسات العدوانية .. والصوت الوحيد في العالم الذي قال ( لا ) للمخلوع ترامب هو صوت الرئيس الفلسطيني محمود عباس .. قالها بكل شجاعة ودون تردد ! وهو الذي لايملك الا ارادة شعبه وعزمه على الصمود والتضحية .. قال لا بوجه الطوفان الامريكي وجبروت ترامب وحاشيته من كوشنير حتى فريدمان وما بينهما من عرب تخاذلوا واستسلموا ودفعوا الفديه صاغرين ! وفتحوا ابواب عواصمهم للمحتل بمباركة الصبي كوشنير .. وناصبوا شعبنا العداء والاتهامات التي وصلت حد انكارهم لحقوقنا بارضنا وقضيتنا ونضالنا ؟
واليوم وبعد انتهاء حقبة ترامب يحق لنا كفلسطينين ان نقول بان هذه ال ( لا ) هي الحقيقة الباقية وانها هي صاحبة القرار الاول والاخير بكل ما يتعلق بقضيتنا ! ولن يستطيعوا فرض اي حل او مشروع لايلبي طموحات واهداف شعبنا في الحرية والاستقلال واقامة دولتنا والقدس عاصمتها الابدية !