السبت: 25/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

العالم ما بعد سقوط ترامب وإدارته ونجاح جو بايدن

نشر بتاريخ: 08/11/2020 ( آخر تحديث: 08/11/2020 الساعة: 14:46 )

الكاتب: عمران الخطيب

بدون أدنى شك أن العالم سوف يكون أكثر أمن وإستقرار بعد ترامب وإدارته وافراد حاشيته
وقد عبر زعماء العالم في كل مكان بترحيب وتهنئة بفوز جو بايدن منذ اللحظات الأولى لظهور نتائج الفرز حين تخطى الرقم 270المطلوب من مجموع النقاط حيث يعتبر هو الفائز الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية،وقد عبر الشعب الأمريكي عن الفرح والسرور والسعادة بفوز جو
بل إن اعداد من المواطنين المسلحين قالوا نحن مؤيدين للرئيس الجديد وفي تحسب للصدام مع مليشيات ترامب حيث نفذت محلات بيع الأسلحة من الأسواق الأمريكية، ورغم الفوز لجو بايدن فإن ترامب لن يكون من السهل عليه القبول في الهزيمة ومغادرة البيت الأبيض بسهولة ويسر ، فهو يعتبر أن البيت الأبيض أصبح من ممتلكاته الخاصه منذ أن أصبح رئيس لذلك قام بتشكيل هذه المليشيات حتى تكون جيش الخاص في البلطجة وترويع الرئيس المقبل ومنعه في تسلم إدارة البيت الأبيض ، وتخويف الشعب الأمريكي وتدفق على شراء الأسلحة هو تعبير عن أدراك المواطنين الأمريكيين وخشيتهم من التطورات التي سوف تحدث في حال سقوط ترامب وإدارته ، الرئيس الأمريكي جو بايدن قال سوف اكون رئيس لكل الأمريكيين وسوف اتعاون مع الجمهوريين وهذا الموقف يعبر إنك أمام رئيس دولة عظمى
في حين أن الرئيس الأمريكي ترامب شكل هاجس من الخوف والقلق والهلع وتوتر بسبب تصريحاته المستفزة. إضافة إلى ملف فيروس كورونا 19 والقرارات المتضاربة في اتخاذ القرارات المناسبة حيث سجلت الولايات المتحدة الأمريكية أرقام قياسية مزدوجة بين اعداد المصابين والذين قضوا نحبهم من جراء ذلك، وهناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى سقوط ترامب وإدارته على الصعيد الداخلي
وعلى الصعيد الدولي.
فإن ترامب وإدارته تتصرف بشكل عنصري في التعامل مع دول الجوار وخاصة المكسيك حيث أقام جدار فاصل بين البلدين على غرار جدار الفصل العنصري للاحتلال الإسرائيلي.وعمل على أزمة اقتصادية مع كندا في الاتفاقيات الثنائية بين البلدين
وأزمة مع دول الاتحاد الأوروبي
ومع دول أمريكيا اللاتينية ومع الصين وتبادل التجاري ومع روسيا وإلغاء الاتفاق النووي مع ايران وإغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني وإغتيال نائب قائد الحشد الشعبي في العراق وإرسال قوات إلى الشمال السوري وزيادة التوترات في المنطقة.اضافة إلى العقوبات على سوريا ولبنان وإيران وروسيا والصين .
اضافه الى أسلوب الابتزاز المالي مع دول الخليج العربي والتطبيع
مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى الصعيد الصراع في الشرق الأوسط ولا سيما القضية الفلسطينية، فقد عمل على زيادة للتوتر . فقد عمل على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف أنه عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ودعم الاستيطان في القدس والضفة الغربية.بل قام بتحدي سافر للقرارات الشرعية الدولية،والاعلان صفقة القرن
وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ووقف 250مليون دولار امريكي مساعدات مالية للوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا. إلى دعم غير محدود إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي برئاسة نيتناهو. لا نرهان بشكل كبير على الرئيس الأمريكي جو بايدن ولكن ما يدفعنا إلى بعض التفائل أن العالم سوف يتعامل مع رئيس دولة وليس مع شخص مهرج غير متوازن وفاقد أبجديات العمل السياسي والدبلوماسي ويتعامل بسخرية وبدون روابط أو الحد الأدنى من المسؤولية،مع دول العالم.،
اعتقد ان الخاسر الأكبر برحيل ترامب وإدارته هم أولئك الذين اعتقدوا أن ترامب وإدارته قدراً على العالم هم بدرجة الأولى أشباه الرجال وأشباه القادة وأشباه المسؤولين الذين قدموا أموال شعوبهم في سبيل حمايتهم من المسائلة والمحاسبة هولاء المتطوعين الذين سخروا أنفسهم ومقدرات أوطانهم في خدمة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، هولاء الذين كانوا في مقدمة قائمة التطبيع مع" إسرائيل" في تحدي سافر للقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية هولاء الاقزام ونيتناهو واليمين الاسرائيلي هم من انتابهم بعض الحزن بما قدم لهم ترامب وإدارته ولكن المهم فقد تم أستنزاف ترامب حتى الرمق الأخير خلال فترة رئاسته للإدارة الأمريكية لصالح "إسرائيل" وفي مقابل استنزاف مليارات الدولارات من دول الخليج العربي اضافه الى التطبيع المجاني مع الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقدساتها الإسلامية والمسيحية،
اعتقد أن العالم يدرك أن الأمن والاستقرار يتحقق من خلال حل قضية الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال الإسرائيلي ويدافع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية ، لذلك فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يملك السلاح النووي أو الكيماوي حين رفض صفقة القرن وضم
ورفض كافة الضغوطات وكلفتها
بما في ذلك الرد على مكالمه هاتفيه مع الرئيس رونلد ترامب
وسبق ذلك رفض كل الاتصالات مع الإدارة الأمريكية بعد نقل السفارة الأمريكية وإعلان صفقة القرن كل هذه التحديات رفضها بسبب حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس،

القضايا الوطنية والحقوقية ليست للبيع او المساواة
فلسطين لن تكن صفقة للبيع