الكاتب: ربحي دولــة
يعيش العالم أجمع على وقع نتائج الانتخابات الأمريكية الأكثر قوة وجدلاً عبر التاريخ، حيث ينتظرُ "الجميع" نهاية حقبة الكراهية والحقد والضغينة التي أوجدها المهزوم ترمب عندما قاد العالم خلال اربع سنوات الى مزيد من الفُرقة بسبب سياسة الابتزاز الواضحة التي مارسها على كل الدول لإرضاخها كي تُنفذ سياساته الهادفة الى السيطرة على العالم ، فاستخدم الابتزاز المالي مع بعض الدول وابتزاز السلطة مع دول أخرى.
شاهدنا جميعاً كيف تعامل مع القضية الفلسطينية من خلال ما يُسمى صفقته المشؤومة الهادفة الى تصفيتها ومن أجل تنفيذها وابتزاز القيادة الفلسطينية من أجل الموافقة على تمريرها فقام بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وقطع كافة المساعدات الأمريكية لدعم السلطة الفلسطينية مُنذ تأسيسها، وقام بنقل سفارة بلاده الى القدس بعد اعترافه بها كعاصمة مُوحده لدولة الاحتلال، ولم يكتفي بذلك بل ضغط ومارس سطوته على بعض "دول النفط"، من أجل التطبيع مع دولة الكيان موهماً إياهم أن هذا الطريق هو الوحيد الذي يُمكنهم الحفاظ على "عروشهم" فسقطت الإمارات والبحرين في شرك ترمب ودولة الكيان الصهيوني، ودولة السودان الدولة الغنية بمواردها الفقيرة أغرق قيادتها في الديون مُقابل شطبها عن قائمة الإرهاب وحفنة من المساعدات الأمريكية .
فيما فتحت مع دولة الاحتلال صفحة جديدة من صفحات أهم الدول العربية وصولاً إلى تحقيق حلم الصهيونية بامتداد دولتهم بين النيل والفرات هذا على الصعيد الخارجي.
أما على الصعيد الداخلي، فقد عاشت أمربكا أسوأ حالاتها داخلياً، حيث زادت حدة الكراهية بين سكان الولايات المتحدة المتعددة القوميات والعروق، فشاهدنا المواجهات الدامية التي حصلت في الشوارع وخطابات الكراهية والحقد الذي عاشتها الولايات المتحدة، كل هذا بسبب سياسة هذا الارعن الذي يعتبر العالم أجمع سلعة بيده.
إن حالة الجنون الذي انتابت ترمب لحظة توالي الأخبار حول تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن ، حيث بدأ بالتشكيك بفرز الأصوات والتصويت، وبدأ يتهم خصومه بالتزوير.
نعم .. إن هذه العقلية الأناينة التي بتمتع بها ترمب لا يمكن في نهاية المطاف الى أن تؤدي به الى ما وصل اليه اليوم فكم حاول شطب وإنهاء القضية الفلسطينية، لكنه ذهب بلا عودة وذهبت كل أأأأأييفكاره وبقيت فلسطين وشعبها وقيادتها رغم أنفه.
لقد كان للموقف الصلب الذي اتخذه الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، والقيادة الفلسطينية والصمود الجبار لشعبنا الذي دفع الغالي والنفيس من أجل العيش بحرية وكرامة على الرغم من قلة الرواتب وسوء الأحوال والحصار الخانق الذي تفرضه أمريكا ودولة الاحتلال، إلا أن شعبنا كما دائماً يخرج من كل معركة مرفوع الرأس لأن سلاحه وإيمانه بعدالة قضيته وحتمية النصر على الظلم والظلام مهما قست الظروف ومهما طال المشوار لا بد من نهاية لهذا الظلم.
ان فوز بايدن لا يعني لنا الكثير من الإيجابيه سوى الخلاص من ترمب " الهالك".. انتهينا من عهد شخص نرجسي مُجرم كاره لكل شيء وانتقلنا الى عهد رئيس كما يُعرف عنه بأنه : مُحنك سياسي وعلينا جميعاً استثمار هذه الأجواء من أجل إعادة ترتيب أوراقنا لتحويل المُعادلة لصالح قضيتنا وشعبنا.
أعتقد أن التصريحات التي أدلت بها نائبة الرئيس المُنتخب مؤشر جيد يمكن البناء عليه، لكن علينا أيضاً أن نُغير في كثير من المسارات وتصويبها من أجل إعادة القضية الفلسطينية الى مكانتها الطبيعية من للوصول الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، حل يوصلنا للدولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف وتحقيق الهدف الذي دفع ثمنه مئات الالاف من ابناء شعبنا شهداء وأسرى وجرحى ومبعدين، فمن خلال الثبات والصمود سنصل الى هذا الحق باذن الله وسيرحل كل الطُغاة ويبقى الأحرار ومُحبي الخير وناشريه.
* كاتب وسياسي