د. خالد جميل مسمار
عرفته نشيطاً .. سريعاً متحدثاً لبقاً يملك الحقيقة ويملك المقدرة على الإقناع.
يخرج الكلام من فمه سريعاً كطلقات الكلاشن دراكاً ... لا يتوقف إلا إذا أراد أن يأخذ نفساً عميقاً يملأ رئتيه بالأوكسجين ليواصل قصفه.
خذلته رئتاه لكنه سرعان ما استبدلهما ليكمل مشواره ونضاله في مواجهة هذا المحتل المتعنّت اللئيم .
كان حريصاً على صحته ليحافظ على رئتيه وكنا نساعده بذلك ولا نحضنه عند السلام عليه .
عرفته الجماهير الفلسطينية بل جماهيرنا العربية وأحرار العالم عندما تحدى المجتمعين في مدريد متنكّباً الكوفية الفلسطينية وبإصرار ، ليؤكد للمجتمعين أن الوفد الفلسطيني المفاوض هناك يتبع م.ت.ف. ويتبع قائدها ياسر عرفات ويمثل شعب فلسطين لذلك أحبته الجماهير ولم يخذلها.. مثّل آراءها ومنطلقاتها في كل المحافل العربية والدولية وحمل أفكار وتطلعات هذه الجماهير.
كان يغضب عندما يتطلّب الأمر ذلك ، فيرغي ويزبد ويصمم على رأيه أمام غاصبي حق شعبه
وكان دبلوماسياً عندما يتطلب الموقف ذلك.
في اجتماعات المجلس الثوري لحركة فتح عندما كنت عضواً فيه طيلة عشرين عاماً كان يضعنا في صورة المفاوضات سواء مع المحتلين الصهاينة أو مع الأمريكان في شرح سلس مستفيض ومقنع .. وكذلك في الجلسة الأخيرة للمجلس الإستشاري للحركة التي عقدت في رام الله منذ أشهر عديدة وقبل الكورونا وزّع علينا مذكرة مفصّلة كعادته عند كل جلسة من جلسات أي مجلس ينعقد.
لا يكلّ ولا يملّ .. دائم النشاط والحركة يحسده الكهل على ذلك ممّا يذكّرنا بشبابنا ونشاطنا السابق قبل أن نهرم !
الحديث عن أبو علي الصديق والقائد والمفاوض الشرس والجريء في القول والفعل حديث يطول .. ولكن يكفيه أن ينال شرف الإرتقاء إلى بارئه في ذكرى رحيل قائده .. قائدنا الرمز الكبير أبو عمار .
إلى جنات الخلد أخي الحبيب أبوعلي
مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
١٠/١١/٢٠٢٠