الكاتب: ميسون كحيل
استمعت لعدد من المحللين والسياسيين والمثقفين الذين أجمعوا على أن ترامب سواء استمر في البيت الأبيض أو غادر فإنه أصبح ظاهرة سياسية!! ولا أعلم كيف وصلوا لهذه النتيجة!؟ ترامب ليس إلا رجل رأسمالي برجوازي عنصري مريض بجنون العظمة، ولا يفكر إلا في الربح وأما الخسارة فإنه يرفض قبولها أو التعامل معها؛ حيث يتميز في بناء علاقاته مع الآخرين من خلال مقياس المكاسب التي يمكن تحقيقها والصفقات التي يمررها ويتفق عليها. إن ترامب وعلى مدى فترة حكمه في السنوات الأربع الماضية استطاع أن يحقق عدد كبير من المكاسب الاقتصادية سواء على المستوى الشخصي أو المستوى الحكومي جراء مواقف تلونت بصبغة دينية غير ظاهرة، وحقيقة إنه لم يعمل في السياسة مطلقاً إلا في الساحة الفلسطينية وكانت سياسة خاصة باطنها ديني أيضاً وتتبع لفئة منحرفة ينتمي إليها ولديها تعاليم خاصة بها، هدفها تحقيق ما تؤمن به على شكل مكاسب تتعلق بإسرائيل واحتلالها لفلسطين من خلال تثبيت خطوات وإجراءات سريعة على الأرض.
وإذا قمنا بمراجعة بسيطة؛ فإن ترامب وقبل خسارة الانتخابات الأمريكية لم ينل إلا خسارة واحدة لحقت به من شعب صابر وصامد وثابت على العهد والوفاء، وقيادة فلسطينية حكيمة رفضت التعامل معه وتركته يحاول ويستجدي دون إعطاءه أي اهتمام أو اعتبار رغم كل المحاولات التي ساهمت فيها دولاً عربية سرعان ما تحالفت مع ترامب واتخذت قرار التخلي عن القضية العربية والإسلامية الأولى دون أدنى خجل، وبدعم التوجه الديني الخاص بفئة ترامب!! وباختصار جداً فإن ترامب شخص جاء من خارج الأسياج السياسية، وحقق انتصاره الأول في الرئاسة الأمريكية عام 2016، وقد يفكر في العودة مجدداً للترشح، و مثلما جاء في المرة الأولى كظاهرة دينية لا سياسية سيكرر المحاولة لأن ما يجب ادراكه هو أن الترامبية ستبقى و ستكبر كأسلوب و ظاهرة عنوانها غير باطنها، أما الآن فقد خسر ترامب ولم يعد رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، وهي الخسارة الثانية التي لم يعترف بها لكن ترامب يعلم جيداً ويقر بأن الخسارة الأولى له كانت في فلسطين .
كاتم الصوت: ترامب ظاهرة دينية وليس ظاهرة سياسية.
كلام في سرك: ابتعد الأبناء عن دينهم وإيمانهم فانتصر عليهم ترامب .!
رسالة: كم من عربي حزين؟ وكم من فلسطيني غير أمين؟ غاضب بسبب رحيل ترامب اللعين.
(أحتفظ بالأسماء).