الكاتب:
الكاتب: ميسون كحيل
اتخذت القيادة الفلسطينية قرار بعودة العلاقة مع إسرائيل، بعد أن تسلمت رسالة رسمية من الحكومة الإسرائيلية أكدت فيها الأخيرة على التزامها بالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي! والملفت للنظر إن لم يكن مستغرباً ومضحكاً أن الرسالة تضمنت اعترافاً اسرائيلياً أن الاتفاقات بين الطرفين لا تزال تشكل الإطار القانوني الذي يعتمد عليه الطرفين، وكأنها –الرسالة-صادرة عن مكان آخر وحكومة أخرى توهمت في البداية أنها صادرة عن حكومة سويسرا أو الفاتيكان!! ويقال إن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، وهي مقولة لا تنطبق على الفلسطينيين، فالحالة الفلسطينية مختلفة، خاصة وأن الفلسطينيين يتمتعون بمناعة فريدة ولا تؤثر بهم اللدغة، وإن تعددت وتكررت ويستمرون على إيمانهم.
الحديث عن هذه التطورات السريعة له شقين، الأول موقف السلطة الوطنية الفلسطينية ويمثلها حركة فتح وعدد من الفصائل الفلسطينية المتفقة تماماً مع رؤية القيادة الفلسطينية التي ترى بأن التغيير الحاصل على الساحة الدولية ونتائج الانتخابات الأمريكية أمور يجب استغلالها والتعامل معها مع ضرورة الانخراط في عملية التغيير لإيقاف المد المضاد في ركوب الاحتلال على قرارات الشرعية الدولية من جهة، والهرولة العربية نحو التطبيع و عدم التمرتس خلف حاجز الرفض دون أي تقدم أو فائدة إذ أن رفض إجراءات الاعتداء على الحقوق الفلسطينية تتطلب إجراءات و خطوات لا تبق الفلسطينيين خارج اللعبة السياسية والتطورات على الساحة الدولية.
وطالما أن قرار القيادة الفلسطينية سينقل التعامل مع الأحداث والتطورات السياسية إلى حالة أفضل مما عليه الحالة الفلسطينية من تراجع سياسي واقتصادي وجغرافي وديمغرافي إذن فالقرار سليم، ويحتاج إلى موقف فلسطيني عام. أما الشق الثاني فهو موقف البقية من الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية التي عبرت عن غضبها من قرار القيادة الفلسطينية، ورفضت عودة العلاقات وأشارت إلى إفشال الجهود التي بذلت في لقاء الأمناء العامين وما تبع من لقاءات ثنائية بين فتح وحماس دون أن تشير هذه الفصائل عن الأسباب الحقيقية التي أفشلت هذه الجهود؟! ولماذا أخذت كل هذا الوقت؟ وما الذي عطل اتفاقهم بدلاً من التفكير في حصة كل منهم من الكعكة؟ وفي سياق هذا العرض والتوضيح لابد من عرض موقف الشارع (الناس) المتضررون من جمود الحالة -قبل الرسالة- إذ هم سعداء الآن مع بوادر خروجهم من مرحلة المعاناة الشاملة والتشاؤم إلى مرحلة الأمل والتفاؤل. وكم أجد أنه بات من الضروري والهام أن يلحق هذه التطورات قرارات منصفة وخاصة بقطاع غزة لرفع الظلم عن عدد كبير من الموظفين واستغلال رخيص لبعض الأطراف لظروفهم ومعاناتهم. وعليه فإن قرار القيادة في هذا التوقيت تحديداً، وفي هذه الظروف الصعبة صائب وسليم وواقعي حيث لا يجوز البقاء في زاوية النسيان والجمود في اللحظة التي تفرض وقائع على الأرض دون قدرة على المواجهة والمنع ولذلك لا نجد دواعي وقبول زلزال الفصائل.
كاتم الصوب: العتب فقط يكمن على سرعة وطريقة الإعلان دون لقاء واجتماع عام للقيادة !
كلام في سرك: أكبر الزلازل تلك الصادرة عمن كان يخطط لأن يكون هو الطرف الذي سيكون بديلاً عن السلطة في هذه التطورات.
رسالة: الظروف الحالية تتطلب دعم الشرعية حيث إن أعداء القضية والشرعية في حالة تكاثر. وكل فلسطيني وكل فصيل مطالب بذلك. ولعلها دعوة لبعض من يتساوق مع الأعداء. (احتفظ بالأسماء).