الكاتب: يونس العموري
هو الحلم المتجدد الساكن ما بين الضلوع منذ البدايات ، ومارسنا احلامنا الساكنة الساكتة الهائمة بوضح النهار وكنا ان صرخنا بوجوهنا محاولين ادراك حقيقتنا ، وما رسنا فعلنا وحاولنا ان نتوازن معهم ، هؤلاء المتربعين على عرش القرار ، وكان ان جاء الرد من القلعة المدججة بالحقد على عروس المدينة ، والرابضة عند اطراف عاصمة السراب ، جاء الرد ممهورا بالتوقيع من كبير سدنة يهودا والسامرة ، وقلنا ما قلنا بحضرة الانتصار العظيم لإنجاز الصمت ، وكذبنا كذبتنا المعهودة بأننا على الطريق القويم والمستقيم بهدف اعادة التقويم وضبط المواقيت وفقا لعقارب ساعة تل ابيب.
فحينما نصبح مجردين حتى من محاولة رفع الصوت احتجاجا نلوذ بالفرار نحو العرافة لتقول لنا ما يمكن ان يقال ، وكان الكلام واستقصاء معادلة الوجود باللحظة الفارقة ما بين ثقافة الهزيمة وهزيمة الذات امام الانكسار وخربشة احلامنا لتتحول الى كوابيس تطاردنا بكل مفارق وازقة المدينة التائهة الغائبة عن العناوين.
جلسنا امامها وكان السؤال يا ايتها العرافة القادمة الينا من عوالم الليل قولي لنا ما يجب ان يقال ونحن الضائعون امام قداستك ، وانت المقدسة باعرافنا في ظل التيه ، أتينا اليك مثخنين بالألم والجراح وصمتنا هو العلامة الراهنة والحقيقة الراسخة ، قولي لنا الى اين نحن ماضون ..؟؟ عن حسناوتنا اخبرينا ..؟؟ وعن ( ...رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا...) ؟ وعن السيف المُنكسر بين ايدينا ..؟؟ وعن الضائع فينا هذا الحلم الممسوخ ..؟؟ وعن ليلنا وعن نهارنا وما بينهما ..؟؟ عن العذراء وشفاعتها ..؟؟ عن العربي العدناني وصلاته بالبيت العتيق ..؟؟ وعن الطفل الباحث عن لقمته بين البقايا ..؟؟ وعن الثملين بالعلب الليلية ..؟؟ وعن المغردين زورا وبهتانا ..؟؟ وعن هؤلاء القوم الحانثين بايمانهم ..؟؟ وعن المشوهين ..؟ والممسوخين بقناعاتهم ..؟؟ وعن الليل وفتيانه وفتياته ..؟؟ وعن البكائيات على الاطلال ..؟؟ قولي لنا عن فوضانا ..؟؟ والتفريط بالعشق والحب الذي غادر افئدة المؤمنين الساجدين بمحراب الاجابة عن السؤال اليقين ...
فقالت العرافة ... ان ثمة سنوات عجاف .. والشمس والقمر لن يسجدان وسيختفيان عن الانظار .. والجلوس بقعر الانهيار تآملا وانتظارا ... وصراع الاباطرة على ناصية مفارق الطرقات اضحت علنية وواضحة للعيان ... والطرقات باتت وسخة والعشاق يهربون مهرولين نحو الازقة المظلمة...
واردفت العرافة بالقول الفصيح بعد ان صمتت برهة وانتفضت ارتعاشا وصرخت بوجه الجمع والمنتظرين لإكتمال الحكاية .. والحكاية ما زالت بأبجدياتها الاولى ..
الشمس تشرق من هنا ... وقد تغرب من هناك ... والقبائل اخذت قرارها وانتدبت الأقوياء من فتيتها، ليضربوا الحلم ضربة واحدة ويتوزع الدم بين امراء العشائر ...
وابن الخطاب عمر طعن وقتل ببيت الله ووجهته نحو القبلة متضرعا لرب عرش السموات، وعاشق المدينة الحالم بالتجوال فيها مباغتة دون هروب وتهريب تم طعنه وذبحه من الوريد للوريد في البيت الآمن الامين .. والحكاية ما زالت تكرر ذاتها منذ مئات السنين...
استجمع ثناياي واسير بين الرذاذ كقادم على منصة الحقيقة، ومن خلفي من يلهث في محاولة منه ليفهم ما يمكنه في ظل حكم العشائر القبلية ...وسأروي لكم الحلم المتجدد بنهاري وظلمة الليالي الحالكة ... و كنعانية .. بابلية ... مقدسية .. تتربع على عرش الحكاية ... وأعود لأحدثهم عن قدس الحكايا ... وممالك العشاق فيها ...ومن كان ينتظرها بمقهاه منذ ان كان ... وعند انبلاج اللحظة من عالم الخيال الى الوقائع المستحدثة يكون الكابوس بان يأتيني ويقض مضاجع الحلم ... وروما اعلنت عن خيانتها وصكوك الغفران قد مُنحت للقاتل اخيرا واصبح المقتول ممعنا بالجريمة وما كان له ان يُقتل لولا انه قد جاء بالدين الجديد ....والعشاء بعرف هؤلاء كان الكذبة الكبيرة ... ووفقا لمقاييس حبرهم وعطاءات كهنتهم فلابد من صياغة النصوص المقدسة لتستوي المعاني وفقا للمتغيرات المتفق عليها...انقلبت الموازيين ايها السادة في قبائل روما الحاكمة ودموع العذارى على معابد الرب قد صارت مشهدا مزعجا باعراف القوانين الغازية لدهاليز كهنوت الضفة الثانية على شواطىء المتوسط ... ومنذ اللحظة قد صار للرواية مكامن اخرى وللحكاية وجهة مختلفة وللعشاء الاخير سيرة متعاكسة بافئدة القابعين المنتظرين للبعث الجديد للسيد المسيح وقد يكون ممكنا منذ الان تصديق رواية كبير سدنة المعبد القديم ان ابن البتول ما كان له يأتي هناك ... ولم يتكلم بمهده وان لم يشفي المريض ...
...يا ابن مريم أُنبئك ان معبدك قد دنس .. فسادة الروم بالرماح قد عادوا ليصلبوك مرة اخرى على مشانق اغصان الزيتون المقطعة اوصالها بجوار اسوار البلدة العتيقة .... وانا هنا قابع بالمكان منتظرا للمعجزة من اشارة وبشارة ....وتلوح بالافق جميلة تخترق الحواجز لتلقي مزاميرها وتجبرنا على الانصياع للنداء الأخير بالربع الساعة الاخيرة بالظرف الراهن فقد تكون اورشليم قد اضحت الحقيقة ويكون التجوال سيد الموقف لسادة الفقراء في اقاصي الدنيا لنصرة عشاق القدس ومجانينها ...نعتلي المنصة ونمارس فن الصراخ كانعكاس للحظة التوق من قيود دبلوماسية الكلام وللكلام ان يعبر عن كينونة الخوف فينا من ان تتغير اسماءنا ونتوه بصحاري التيه مرة اخرى باحثين لاهثين خلف سراب الماء المتدفق من هناك حيث العطشى للأمل ... نقف لبرهة من الزمن قبل الصراخ وافتعال الضجيج ... ويكون القرار بان لابد من ممارسة اعتى اشكال الجنون ....كان العبور صعباً اتجاه الميادين فالكل يبحث عن موطىء قدم لقوت يومه وسط الزحام واختطاف الكلام والاجتهاد ان تعلو كلمة القدس فوق الاشهاد فيه الكثير من وجهات النظر ... كنا نحمل ثقل السنين والأنين ....
نأتي اليكم محملين بآهاتهم ووجعهم ونحاول ان نكون المؤدبين المؤدلجين الذين يجيدون احترام النساء وكيفية الجلوس عند ارتشاف القهوة والعبث بالاسماء ونستذكر ان لنا حاجة عندكم فنجتهد بالتحليل والشرح وتقديم المعلومة وتفنيدها على اعتاب صناع القرار بالصحراء وقبل ذلك كنا ان عبرنا الى حيث صياغة التاريخ الجديد لعل الضمير يؤنب من كان غافلا على نصرة ام المدائن العتيقة وكان الشاهد على الذبح من الوريد الى الوريد ... قلنا الكثير من الكلام وحذرنا من لحظة الصحوة من ان تأتي متأخرة بعد ان تلفظنا القدس وتبكينا وتبكي رجالها ونساءها وعشاقها وبكاء القدس حينها سيكون الاقسى ....
وللحلم وجهان ، وكان الحلم بالعروس القادمة على صهوة الريح فاذا بالمولودة قردة يا سادة ياكرام ... وجاءت الصفعة مدوية مباغتة لتهز اركان الاحلام المتكسرة المنكسرة مرة اخرى ...