السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ندخل 2021 بلا خطة ولا مال ولا ثقة بأية حكومة أو شركة أو زعيم

نشر بتاريخ: 01/12/2020 ( آخر تحديث: 01/12/2020 الساعة: 14:51 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

حاولت الحكومات في العالم تسويق نفسها باعتبار أن لديها خطة لما يحدث . لكن سرعان ما اتضح أن جميعها فقدت السيطرة على الأوضاع اقتصاديا واجتماعيا وجغرافيا . ما يؤثر بشكل مباشر سوسيولوجيا وسيكولوجيا على أسواق العمل وسلوك الأفراد والبورصة وحجم الاستثمارات والسلة الشرائية ومفهوم الاستهلاك .

نطوي 2020 ونحن نشعر بالخسارة الكبيرة . خسارة الأرواح والأحبة ، وخسارة المال ، وخسارة العمل وأيام العمر في الحجر والمكوث والانتظار . ولا يزال سكان الكوكب يمنحون منظمة الصحة العالمية ثقة نسبية بانتظار اللقاح .

والغريب أن عدد الشركات التي أعلنت اكتشاف اللقاح أكبر بكثير من حاجة البشر . لكن الناس لا يشعرون بأي أثر لذلك . فلم نسمع بحالات تشافي ولا بفتح الأسواق والمطارات ، ولا بعودة الحياة لطبيعتها . الحكومات تتسابق للإعلان عن انجازات شركات لم تصمد أمام الامتحان ولم تنجح بعد في إيجاد اللقاح وكأنها تقنع نفسها لكسب المزيد من النجاحات الوهمية وتثبيت السيطرة على الشعوب .

الروس أعلنوا أنهم اكتشفوا اللقاح ولكن الغرب شكك باللقاح الروسي . فأعلنت أمريكا اكتشاف اللقاح وفرحت جماعات أمريكا ولكن عدد الوفيات في تلك القارة يرتفع لتصبح أمريكا المصاب رقم واحد في هذا المجال . ثم سارعت أوروبا لاستثمار ثقة البشرية بمختبراتها فأعلنت اكتشاف لقاحات عديدة ولكن مطاراتها خاوية وحالتها بالويل . الصين التي ظلت صامته تبيع اللقاحات ولا احد يعرف ماذا تفعل ومن الذي اكتشف ماذا !!!

أما إسرائيل الكاذبة دوما ، فهي تبح في كل مختبر وتحاول عن طريق الموساد سرقة أي لقاح تباهي فيه , وتحشر نفسها في مصاف الأمم المخترعة . ولكن عدد الإصابات في إسرائيل يزداد ويزداد وأكاذيب نتانياهو ترتفع وترتفع .

ندخل 2021 ونحن لا نثق بأية حكومة ، ولا بأية منظمة دولية ، ولا بأية شركة احتكارية ، ولا بأي زعيم ، ولا بأي نشرة أخبار .

في الشهر الأخير من 2020 تبدو البشرية أكثر قلقا ، وأشد وجعا ، وقد عمد الناس إلى خفض سقف التوقعات أكثر وأكثر حتى اكتفوا بالحد الأدنى من الحد الأدنى .

السنة القادمة 2021 تبدو مبهمة ، غامضة ، وشديدة التكتم .

والحكومات والاحزاب جميعها بلا استثناء لا تملك أية خطة سوى اعطاء المزيد من المورفين للبشر .

بالأمس قلت لمجموعة من الأصدقاء : هل تطاولنا في البنيان ؟ هل نسينا أننا مجرد ضيوف على هذه الأرض ؟ وماذا لو انقطعت الكهرباء عن كل العالم ؟ كيف ستبدو الحضارة المدنية المعاصرة ؟

وقلت لنفسي : أليست فلسطين أجمل مكان العالم . سواء مع كهرباء أو من دون كهرباء !! أليست بلاد العرب أقدم وأجمل بلاد وأفضل مناخ !