الكاتب: خالد جميل مسمار
أديب.. سياسي.. دبلوماسي.. ورجل أمن.. كلها صفات آخر من ترجّل من الحرس القديم، والقافلة تسير!
لن أتحدث عنه وعن ألقابه، فقد سبقني اليها كثير من الأحبة خاصة اللواء عرابي كلوب، وأخي ورفيق دربي نبيل عمرو وغيرهما.
ولكن أليس من الذّكاء والقدرة الفائقة ان تكون هذه الصفات في رجل واحد تمثلت في راحلنا الكبير ابو مروان؟! حيث امتزجت جميعها في شخصه المتواضع التي لم يعرفها الا من تعامل معه حيث غالبية الجمهور لم تعرف عنه ذلك!
كان ترتيب مغادرتنا تونس من مطار قرطاج بصحبة قائدنا ورمزنا أبو عمار عائدين الى الوطن ترتيباً مذهلاً، حيث الوداع الرسمي من بلد عظيم وكريم تمتعت فيه قيادتنا وقواتنا ومكاتبنا بكل الودّ والمحبة والتكريم طيلة السنوات التي قضيناها هناك بعد خروجنا من لبنان..
كل ذلك تّم أثناء تولّي راحلنا الكبير حكم بلعاوي سفيراً لفلسطين لدى تونس الحبيبة.
وفي الوطن.. في بداية تنفيذ غزة-أريحا اولاً تزاملنا في مجلس الأمن القومي، وعندما تسلّم مهام وزارة الداخلية في السلطة الوطنية الفلسطينية وهي الوزارة التي كان يتولاها الرمز الكبير ابو عمار في بدايات انشاء السلطة طلب منّي ابو مروان، ويا له من طلب، ان أكون وكيلاً لوزارته!!
الداخلية اخي ابو مروان؟!
نعم ولم لا؟ فأنت نائب المفوض السياسي العام ونائب مساعد القائد العام..
واستشرنا القائد العام بهذا الأمر، فرفض، واختارني يومها، مساعداً لوزير الاعلام، وكان يومها اخي نبيل عمرو.. فاعتذرت عن الأمر كله لأبقى في موقعي في التوجيه السياسي والوطني.
ولكن ابو مروان لم ييأس.. فعندما كان ناطقاً رسمياً باسم السلطة الوطنية برتبة وزير، وكنت يومها في اجازة في عمان إذ به يهاتفني قائلاً:
" عليك ان تجهز نفسك بعدد من البدلات وربطات العنق وترك الزي العسكري!"
- لماذ يا اخي ابو مروان؟!
- لقد تم ترشيحك لتكون سفيراً لفلسطين في فرنسا.
- انا لا أعرف الفرنسية اخي حكم!
- لكنك تعرف الإنجليزية وليس شرطا للسفير هناك ان يتكلم الفرنسية.. هيّا جهّز نفسك!
هذه بعض من ذكريات مع هذا القائد المتواضع الذي لم تعرفه الجماهير .. ولم يهتمّ بالظهور، فالمهم عنده العمل والعمل بصمت.
لم نوفه حقه كما يجب.. صحيح ان الاخ الرئيس اكرمه بوسام رفيع.. فهو يستحق منا كل تكريم، سواء من عاش منا في تونس أو رافقه المسيرة في الوطن.
الى جنّات الخلد أخي ابو مروان..