الجمعة: 24/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

و تسألني عن الجمهور

نشر بتاريخ: 07/12/2020 ( آخر تحديث: 07/12/2020 الساعة: 12:41 )

الكاتب: د. أحمد رفيق عوض

ازمات السير و حواجز الاحتلال تكشف بعض عيوبنا العميقة ، خلال هذه الازمات، التي تزداد بأزدياد السيارات و بقاء الشوارع على حالها، تظهر الشطارة و الفهلوة و الانانية و التهور و الغرور و العنف و الاعتداء على القانون و تجاوز الاعراف و انتهاك الاخلاق .

سائقو السيارات الذين يتجاوزونك او يغتصبون حقك في الطريق قد يكونوا شبانأ طائشين او عجائز ذوي شعر ابيض، لا فرق، و لكنهم يعتقدون انهم الاذكى و الاقدر و الاصلح و الاحق و الاقوى.

هم يقودون مركباتهم بعقلية متفردة و انانية و مغلقة ، لا يرون ولا يعرفون ولا يعترفون بحقوق الاخرين ، من منطلق ايمانهم الجواني بأنهم اكثر مهارة و اكثر شطارة.

ازمة السير التي تكشف بعض عيوبنا، هي ما نراه على حواجز الاحتلال ايضا، حيث نتجرع الذل قطرة قطرة، فجأة يتجاوزك سائق سيارة ، من طينة الشعب الذي تحبه و تفديه بروحك، يتجاوزك ليتقدم الى الجندي الاحتلالي، الذي يلتقط الظرف او يجيره لصالحه ، فيزيد عذاب الحاجز عذابا اخر، بحيث يتحول غيظنا الى نحرنا .

اقول ، ان ازمة السير و ازمة حاجز الاحتلال هي ذاتها ازمة العنف الداخلي الذي نراه في قرانا و مدننا ، حيث انفجار الغضب و الغرور و الحمق و الجهل و توجيه الغضب الى صدورنا، و هي الازمة ذاتها في ما نراه من عدم الانصياع لتوجيهات ذوي العلاقة بما يتعلق بالحد من الوباء المتوحش حيث يعتقد بعضنا ان ذلك ((مؤامرة)) او ((سياسة)) و ان الفهلوة و الشطارة و المهارة كفيلة بالتغلب عن الوباء و هي ذات الازمة التي نراها عندما يتكاسل الجمهور عن الوقوف من اجل الاسرى و اغتصاب الارض و انتهاك الحقوق ، حيث التكاسل و التلهي و التلطي و اختراع الاوهام و كيل التهم .

هل اصبح لدينا جمهور لا نعرفه، كسول من جهة ، فهلوي من جهة اخرى!!

هل تغيرت توجهاته و اولوياته و سلوكه!!

هل فقدنا جمهورنا!!

هذا سؤال كبير و خطير، الجمهور – على غموض التعريف و سعته ايضا - يحتاج الى نماذج مؤثرة حتى يتبعها . و الجمهور اخيرا يحتاج الى مقولة اسرة و قوية حتى ينصاع لها .