الكاتب: حيدر عيد
غزة هي اللاوعي الجمعي الفلسطيني، "اللاوعي الوطني،" مكبّ النفايات القذر، حيث يتم الإسقاط النفسي- الطبقي، نكرهها لدرجة انها "دائماً في القلب"؛ عورتنا المكشوفة، الرائحة الفلسطينية الكريهة، ذلك "الجزء الاصيل من الوطن" الذي نتمنى أن يغرق في البحر، تجبرنا على كيل المديح لها و نحن نتمنى زوالها.
الفلّاحة، البدوية، الغجرية، العبدة، السوداء، القبيحة، المتوحّشة، المتخلّفة، الرجعية، الإرهابية، الفقيرة، الجائعة، المحافظة، المتديّنة، التقليدية، البرصاء، ذات اللهجة القبيحة، كارهة الفنون و الموسيقى، جالبة المشاكل، المحجّبة، المنقبّة، مجعّدة الشعر، الزوجة الرابعة، محدودة الذكاء...
حجمها صغير و صوتها مرتفع، مزعج، نشاز...
ما أجمل فلسطين لو لم تكن غزة جزءا منها!
لكل مجتمع وجهه الآخر، "الهندي الأحمر"، الأفريقي الاسود، الغجرية الوقحة، الداليت الهندي، أما نحن فلنا غزتنا!
حتى فلسطين جعلتها في "مؤخرتها!" زائدة دودية تسبب التهابات حادة و صداعاً مزمنا. لا حاجة لها. فلنرسم خارطة فلسطين بلا تلك الزائدة. لن يلاحظ أحد غيابها، فهي خارج التاريخ و الجغرافيا، لا تنطبق عليها قوانين الطبيعة، لا تحب أبناءها، أمهاتها أدمنّ لبس السواد. رجالها يولدون بلحى سوداء، لا فرح فيها و لا سعادة، هي بروفة لجهنم كما وصفتها الكتب السماوية. فلنعلّم أطفالنا أسماء كل مدن و قرى فلسطين من شرقها لغربها، و من شمالها لوسطها، من الناقورة إلى النقب، و من نهر الأردن إلى البحر المتوسط، و لنمحو غزة من وعي الجيل القادم مرّة و إلى الأبد!
كم نكرهك يا غزة(و إن كنا لا نستطيع البوح بذلك.)