الكاتب: بثينة حمدان
كن محركا ووقوداً للمكان حيث تكون، ولمن حولك، لعملك، فلهذا أنت هنا. لا أعرف زمناً نكون فيه دون أن نساهم في اضاءة المكان، تحريك الأشياء، اختيار ما نريد، ملاحقة الأمواج، وصد الرياح، أما الانحناء فيكون فقط للقيم. ليس فينا من لا يستطيع، لكن بيننا من يحتاج إلى العزيمة والإرادة الكافية لنكون ما نريد وسط مواطن الرفض، والأماكن المظلمة، وأن نعبر عن رفضنا على طريقتنا.
إن عنوان الرفض والتغيير سمة خاصة بالجيل الشاب، فغالباً ما يكون رفض آباءنا في دائرة ضيقة يحكمها العمر والتجربة والماضي، فيما يكون الشباب قد بدأوا يصنعون ماضيهم على طريقتهم... نعم إنهم الأقوى والأحق بالرفض.
وكثيراً ما نكون على يقين أن رفضنا مرفوض، وغير مسموع، وهنا يأتي الفرق بين الشاب القائد، والشاب العادي، القائد لا يمل ولا يفقد الأمل، ويحمل سلاح التغيير وكأنه آت غداً بينما قد تكون الطريق إلى الحلم بعيدة. القائد لا يحمل سلاحاً واحداً اتجاه التغيير بل أسلحة كثيرة، وخطواته هي دائماً ظله، يدركها ويدرسها.. خطواته هي الصدى لأعماله.
ولعل أغلب ما يمكن أن يهز الشباب في حراكهم نحو الأفضل هو تسلُّط القادة والمتنفذين، وانزعاج المُحبِطِين والحاقدين والمترددين، لكن كلما زاد سخط المتنفذين فاعلم أنك تزعجهم وهذا جميل، بل وأنك مع الشعب تحكي بصوتهم. وكلما زاد انزعاج الغيورين الحاقدين فاعلم أنك مجتهد ونجاحك يغيظهم ويدفعهم لافشالك بشتى الطرق، فاتخذ من غضبهم حافزاً لطريقك. وكن محركاً لمن حولك.. لطريقك، ولا تجعل انشغالهم المبطن بك، واِعراضهم الظاهر عنك، يغير ما بك، أو يجعلك تفكر ولو لبرهة بهم.. كن محركاً ولا تتوقف أبداً أبداً.