الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
ثمة شيء غير مألوف في الانتخابات المزمعة . ثمة أسئلة لا يستطيع العقلاء الاجابة عنها . بل أن الزمان وحده كفيل بتفسيرها . ثمة أسئلة تشبه الصدمة ، وثمة صدمات تشبه الأسئلة .
هل يرشح الرئيس عباس نفسه مرة أخرى ؟ هل يكون هناك قائمة مشتركة بين الكتل الانتخابية ؟ من يترأس كتلة فتح ؟ من يقود اليسار ؟ هل تشاركان الجبهة الشعبية والجهاد الاسلامي في الانتخابات البرلمانية ؟ أين مروان البرغوثي في هذه الانتخابات ؟ من يترأس كتلة حماس ؟ من يقود المستقلين ؟
وليس مستبعدا أن مروان نفسه لا يعرف الاجابات ، وأن ابو مازن ذاته لا يعرف الاجابات . كما أن باقي القيادات وكل الناس لا يعرفون . وأن الزمان وحده كفيل بتفسير الامور أكثر .
ومنذ صدور المرسوم الخاص بالانتخابات . نلاحظ هدوء الجماهير الفلسطينية وصمتها وانتظارها وتوجسها وخشيتها وقلقها وعدم ثقتها بالقيادات ، وكأنما تقول ( لننتظر ونرى ).
ومنذ صدور المرسوم نلاحظ أن من يكتب ويتفاعل ويتحدث بلهفة عن الانتخابات هم ذات القيادات التي نشاهدها ليل نهار منذ عشرين عاما ، ومعهم المستفيدون من الانقسام وكأنهم يفكرون بالاستفادة من الانتخابات أيضا .
أصوات غضب تظهر أحيانا هناك أو هناك . صرخات يكتبها مناضلون قلقون على المجتمع وعلى الحريات / ولكن من السهل معرفة انهم لا يملكون مصادر للمعلومات .
المعارضة غالبا لا تملك مصادر دقيقة للمعلومات . المستقلون لا يملكون مصادر دقيقة للمعلومات . فتجد ضعفا في قراءاتهم وكتاباتهم .
ولغاية الان هناك حاجز سيكولوجي كبير يمنع تفاعل جيل الشبان مع حفلة الانتخابات . هناك توجّس . هناك ريبة .
متى يتفاعل المجتمع بشرائحه الطبيعية مع الانتخابات من دون قلق؟
متى تنهض التيارات السياسية وتتعامل بجدية مع الجماهير والفئات التي تنتظر أي مرشح أن يزورهم ويستمع لمشكلاتهم ؟
متى يزور قادة الكتل المدن والبلدات والمخيمات ؟ متى يقارن الجمهور الناخب برامج انتخابية حقيقية للكتل من دون أن تختبىء هذه الكتل وراء التنظيمات ؟
هناك حلقة مفقودة
والأكثر ثرثرة هم المثقفون وأنصاف المثقفين
الأكثر قلقا هم المرشحون المفترضون
اما الناخبين .. لغاية الآن لم يسألهم أحد ماذا يريدون .