الكاتب: ربحي دولة
كلمات لها قيمتها العالية صدرت عن الرئيس محمود عباس وجهها لرئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، لم يكن لهذه الكلمات أن تصدر من شخص بمكانة الرئيس إلا بعد أن وصل جُرم المستوطنين وحكومة الاحتلال الى حد يتطلب منا جميعاً إعداد العُدة لما هو قادم : قتل وهدم وترحيل، ممارسات يومية لجيش الاحتلال الدموي الذي يملك الضوء الاخضر من حكومته العنصرية والتي لا تأبه الى كل نداءات المُجتمع الدولي بوقف ممارساتها الإجرامية بحق شعبنا وممتلكاته وإمعانها في بناء المغتصبات على أرضنا لمغتصبيها الذين يسرقون أرضنا ويعتدون على أصحابها ويقطعون الأشجار ويسرقون ممتلكات أبناء شعبنا بدعم مُطلق من جيش الاحتلال، ويبنون المغتصبات لإحلال من لا حق له بها، وفي الوقت ذاته يهدمون بيوتنا التي نقيمها على أرضنا التي نملكها بتسلسل تاريخي، حيث ورثناها عن آبائنا وأجدادنا كما فعلوا بالامس القريب في قرية الحمصة الفوقا في الأغوار الشمالية حيث تركوا أهلها يبيتون في العراء في ظل أجواء مناخية صعبة، وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها حكومة الاحتلال بهدم تجمع فلسطيني دون وجه حق .
ان ما ننتظره من شعبنا وكل قواه وخاصة أننا مُقبلون على انتخابات تشريعية ورئاسية أن يوحدوا صفوفهم ويتخذوا من هذه الانتخابات فرصة للوحدة الوطنية والاتفاق على برنامج وطني نضالي يكون عنوانه تعزيز صمود المواطن وإعادة الروح الى هذا الشعب العظيم الذي عانى ويلات الفرقة والاحتلال، برنامج يقود شعبنا الى الخلاص الأبدي من الاحتلال من خلال تحصين الجبهة الداخلية نحو تحرير الأرض والاستقلال والعيش بحرية وكرامة في ظل دولة كاملة السيادة .
كفى للانقسام الذي اذاقنا جميعاً مرارة الفرقة والنزاعات الداخلية، نزاعات أضعفتنا وأبعدتنا عن هدفنا وأحرقت بوصلتنا التي كانت دائماً تُشير الى القُدس العاصمة، لذا فإننا ننتظر جميعاً مخرجات لقاء القاهرة الذي سيجتمع به كل فصائلنا للاتفاق وإنهاء نقاط الخلاف متوجهين نحو انتخابات تشريعية بجبهة وطنية عريضة مُتفقين على الخطوط العريضة التي يمكننا جميعا أن نسير عليها كي نصل الى هدفنا بأقل الخسائر، فمن حق شعبنا ان ينال حريته بعد سنين طوال من النضال والتضحيات في مواجهة الاحتلال الذي ارتقى خلال مواجهته خيرة ابناء شعبنا شهداء على طريق الحرية ودفع شباب شعبنا زهرة عمرهم وسنين حياتهم خلف القضبان ليعيش شعبنا بحرية وكرامة.
• كاتب وسياسي